حكم حديث عسل بنها

ورد في روايةٍ لم يُصحّحها العلماء وحكم الألبانيّ بأنّها مُنكرةٌ قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (بارِكْ في عَسَلِ بنها)،[١] وبنها هي مدينة في مصر تتبع اليوم لمحافظة القليوبية، ولم يصحّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حديثٌ عنها أو الدعاء لها أو في فضل عسلها.[٢]


أحاديث عن فضل العسل

صحّت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- جملةٌ من الأحاديث تحدّثها فيها عن فضل العسل وفوائده،[٣] وفيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من هذه الأحاديث.


أحاديث عن التشافي بالعسل

أشارت بعض أحاديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى أنّ في العسل شفاءً وعافية، ومنها:[٣]

  • ما روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنْ كانَ في شَيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ -أوْ: يَكونُ في شَيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ- خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ)؛[٤] ففي هذا الحديث يرشد النبيّ إلى بعض وسائل العلاج وسبل الشفاء، وهي الحجامة، والعسل سواءً بشربه أو بدخوله في مواد وأدويةٍ للعلاج، وآخر وسيلةٍ ذكرها الحديث؛ العلاج بالكيّ لبعض الجروح، ولم يحبّها النبيّ؛ لشدّة إيلامها.[٥]
  • ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قوله: (عليكُم بالشِّفاءَيْنِ: العَسلِ والقرآنِ)،[٦] والحديث موافقٌ لما جاء في قول الله -تعالى- عن النحل وعسلها: (يَخرُجُ مِن بُطونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ).[٧]
  • ما رواه أبو سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- من قوله: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: إنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْقِهِ عَسَلًا فَسَقَاهُ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقالَ: إنِّي سَقَيْتُهُ عَسَلًا فَلَمْ يَزِدْهُ إلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقالَ له ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعَةَ فَقالَ: اسْقِهِ عَسَلًا فَقالَ: لقَدْ سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إلَّا اسْتِطْلَاقًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ فَسَقَاهُ فَبَرَأَ)؛[٨] فقد أرشد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الصحابيّ الذي يشكو من ألمٍ في بطنه بأن يسقيه عسلًا، وكرّر سقياه أربع مرّاتٍ حتّى شافاه الله -تعالى-.[٩]


ويستفاد من الأحاديث سابقة الذكر أنّ في العسل شفاءً، وأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يتناوله ويحثّ أصحابه -رضي الله عنهم- على تناوله والتداوي به، قال ابن القيم: "فَإِنَّ شُرْبَهُ وَلَعْقَهُ عَلَى الرِّيقِ يُذِيبُ الْبَلْغَمَ وَيَغْسِلُ خَمْلَ الْمَعِدَةِ، وَيَجْلُو لُزُوجَتَهَا، وَيَدْفَعُ عَنْهَا الْفَضَلَاتِ".[١٠]


أحاديث عن العسل عمومًا

وردت أحاديث نبويَّةٌ أخرى عن العسل ومنها ما روته أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يحبّ أكل العسل، كما جاء في قولها -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ والعَسَلَ)؛[١١] والحلواء هي كلّ ما له مذاقٌ حلوٌ من الطعام، فكان -عليه الصلاة والسلام- يحبّ أكلها، وأكل العسل، ويأكلهما إذا قدّما له.[١٢]


المراجع

  1. رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، الصفحة أو الرقم:1258، منكر.
  2. "هل ثبت الحديث الذي يُروى في فضل عسل بنها؟"، الإسلام سؤال وجواب، 3/4/2012، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "أحاديث في فوائد العسل ولبن الإبل"، إسلام ويب، 24/7/2004، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2022. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:5683، حديث صحيح.
  5. "شرح حديث: إن كان في شيءٍ من أدويتكم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2022. بتصرّف.
  6. رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:7640 ، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  7. سورة النحل، آية:69
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2217، حديث صحيح.
  9. "شرح حديث: اسقه عسلًا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2022. بتصرّف.
  10. ابن القيم، زاد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 205. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5599، حديث صحيح.
  12. "شرح حديث: كان النبي يحب الحلواء والعسل"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2022. بتصرّف.