نص حديث يرى مخ سوقهما
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ولِكُلِّ واحِدٍ منهمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِما مِن ورَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ، لا اخْتِلَافَ بيْنَهُمْ ولَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ واحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا".[١]
شرح حديث يرى مخ سوقهما
معاني المفردات
فيما يلي بيانٌ لمعاني مفردات الحديث الشريف:[٢][٣]
- زُمْرَة: جماعةٌ من الناس.
- تَلِجُ: تدخل.
- يَبْصُقُون: يتفلون.
- يَمْتَخِطُون: من مَخَطَ، أي: أخرج المخاط من الأنف.
- يَتَغَوَّطُون: من التغوط، وهو: التبرز.
- مَجَامِرُهُم: هي الأواني المخصصة للبخور، ويوضع فيها النار لإشعاله.
- الألُوَّة: العود الهندي، وهو أجود أنواع البخور.
- رَشْحُهُم: أي عَرَقهم.
- مُخّ: خالصه، وما بداخله.
- سوقهم: جمع ساقٍ.
- تَبَاغُض: تبادل الكره والبغض.
- بُكْرَة: أول النهار.
- عَشِيًّا: آخر النهار.
معنى حديث يرى مخ سوقهما
يبيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث بعضًا من صفات أهل الجنّة الخْلقية والخُلُقية، وصورًا من النعيم المُعدِّ لهم؛ تشجيعًا منه -عليه الصلاة والسلام- للناس؛ فيجتهدون لدخول الجنة، وآتيًا تفصيلٌ لهذه الصفات.[٤]
الصفات الخْلقية لأهل الجنّة
من أبرز الصفات الخْلقيّة لأهل الجنّة التي أوردها الحديث الشريف ما يلي:[٤]
- أنّ أوّل جماعةٍ تدخل الجنّة، تُضيء وجوههم إضاءةً كالقمر ليلة البدر حيث يكتمل نوره ويشتد؛ وهذه إشارةٌ لشدّة جمال صورتهم التي يكونوا عليها.
- أنّ أهل الجنّة مطهّرون من الأقذار وسائر النجاسات؛ فلا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمرضون، ولا يخرج من أجسادهم إلّا الطيب، حتى العرق الخارج من أجسادهم هو المسك طيّب الرائحة.
- أنّ للمؤمن في الجنّة زوجتين من الحور العين، وأنّهما كما أخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- غايةٌ في الحسن، وصفاء الجسم؛ حتى أنّهنّ من شدّة صفاء بشرتها ونقائها، يُرى ما بداخل الساق من مخ العظم؛ أي ما وراء اللحم.
الصفات الخُلُقيّة والنفسيّة
من أبرز الصفات الخُلقيّة والنفسيَة لأهل الجنّة التي أوردها الحديث الشريف ما يلي:[٤]
- أنَّ أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد أوّل النهار وآخره؛ وليس الذكر تكليفًا أو أمرًا واجبًا عليهم، وإنَّما يلهمون ذكر الله تعالى كنوعٍ من أنواع نعيم الجنة يتلذذون به.
- أنَّ قلوبهم صافيةٌ نقيةٌ لا تباغض بينهم ولا كراهية، بعيدةٌ عن العداوة، ومليئةٌ بالمودة؛ كأنّهم على قلب رجلٍ واحدٍ، مطهَّرةٌ عن كل خُلقٍ ذميمٍ.
صفة آنيتهم وأمشاطهم
جاء الحديث الشريف على ذكر صفة آنية أهل الجنّة والمشط الذي يمشّطون شعرهم به، وفيما يلي بيانها:[٤]
- أنّ الأدوات التي يستخدمها أهل الجنّة مصنوعةٌ من الذهب والفضّة؛ فهم يأكلون ويشربون في أوانٍ من ذهبٍ، وأمشاطهم بعضها من فضَّةٍ وبعضها من ذهب.
- أنّ مجامرهم؛ أي الأواني التي يوضع بها البخور تتّقد بالألوة؛ أي بالعود الهنديّ، وهو أجود أنواع البخور وأطيبها رائحةً.
ما يرشد إليه الحديث
يرشد الحديث الشريف إلى معانٍ وفوائد عدَّةٍ، منها:[٥]
- أنّ الجنّة مُطهرةٌ من النجاسات والأقذار، سواءً الماديّة التي تخرج من الجسد، أو المعنويّة التي تصيب القلب والنفس كالبغض والحسد.
- في الحديث إثباتٌ على أنّ أهلّ الجنّة يدخلونها زمرًا؛ أي جماعةً تلو الأخرى، ومصداق ذلك قوله تعالى في سورة الزمر: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا).[٦]
- أنّ أهل الجنة يتلذّذون بكافّة أشكال النعيم والمتع التي أعدّها الله تعالى لهم.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3245، صحيح.
- ↑ "شروح الأحاديث"، الدرر السنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "باب ما جاء في صفة أهل الجنة"، أرشيف الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "شرح حديث يرى مخ سوقهم"، الدرر السنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2021. بتصرّف.
- ↑ "شروح الأحاديث"، الدرر السنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 12/11/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:73