معنى القزع
القزع في اللغة هو: حلق شعر الرأس وترك بعضه متفرقاً في مواضع من الرأس، ولم يختلف معناه في الاصطلاح الشرعيّ عن معناه اللغوي، فقد عرّفه ابن عابدين بأنّه: حلق بعض الرأس وترك بعضه الآخر، أي حلق مواضع متفرقةٍ من الرأس.[١]
شرح حديث ينهى عن القزع
نص الحديث
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنْهَى عَنِ القَزَعِ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: قُلتُ: وما القَزَعُ؟ فأشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قالَ: إذَا حَلَقَ الصَّبِيَّ، وتَرَكَ هَاهُنَا شَعَرَةً، وهَاهُنَا وهَاهُنَا، فأشَارَ لَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ إلى نَاصِيَتِهِ وجَانِبَيْ رَأْسِهِ. قيلَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: فَالْجَارِيَةُ والغُلَامُ؟ قالَ: لا أدْرِي، هَكَذَا قالَ: الصَّبِيُّ. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وعَاوَدْتُهُ، فَقالَ: أمَّا القُصَّةُ والقَفَا لِلْغُلَامِ فلا بَأْسَ بهِمَا، ولَكِنَّ القَزَعَ أنْ يُتْرَكَ بنَاصِيَتِهِ شَعَرٌ، وليسَ في رَأْسِهِ غَيْرُهُ، وكَذلكَ شِقُّ رَأْسِهِ هذا وهذا).[٢][٣]
شرح الحديث
أرشدت الشريعة الإسلامية إلى العديد من الآداب المتعلّقة بالمظهر واللباس والتجمّل وما يتعلّق بالشَّعر من مسائل، ومنها: القزع، ومن الإرشادات التي بيّنها الحديث النبوي السابق المتعلّقة بالقزع:[٣]
- نهى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث النبوي السابق عن القزع؛ أي حلق بعض شعر الرأس دون بعضه الآخر، إذ إنّ الصواب حلق كلّ شعر الرأس أو تقصيره كلّه، أو تركه كلّه دون حلقٍ أو تقصيرٍ، لِما في القزع من توشيهٍ للهيئة والمظهر، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأَى صَبيًّا قد حَلَقَ بعضَ شعَرِهِ وتَرَكَ بعضَهُ، فنَهاهُمْ عن ذلكَ، وقال: احلِقُوهُ كلَّهُ، أوِ اترُكوهُ كلَّهُ)،[٤] وقال أيضاً في روايةٍ أخرى: (احلِقُوه كُلَّه، أو اترُكوه كُلَّه).[٥]
- بيّن الحديث النبوي سابق الذكر أنّ صورة القزع المنهي عنها التي تكون بحلق شعر الرأس وترك بعضه في مقدمة الرأس أو الجانبَين.
- تجدر الإشارة إلى أنّ العلماء اتّفقوا على كراهة القزع، وقد اختلفوا في سبب الكراهة؛ فقيل لأنّ فيه تشبّهاً بغير المسلمين، أو لأنّه يشوّه الهيئة والمظهر، وقد وردت عدّة أقوالٍ لعددٍ من العلماء في بيان حكم القزع، منها:[٦]
- قال الإمام النووي -رحمه الله-: (أجمعوا على كراهيته إذا كان في مواضع متفرقةٍ إلّا للمداواة أو نحوها، وهي كراهة تنزيهٍ ولا فرق بين الرجل والمرأة، وكرهه مالك في الجارية والغلام).[٦]
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (من كمال محبة الله ورسوله للعدل، فإنّه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه، فنهاه أن يحلق بعض رأسه، ويترك بعضه؛ لأنّه ظلم للرأس حيث ترك بعضه كاسياً، وبعضه عارياً).[٧]
- قال ابن عثيمين -رحمه الله-: (القزع كله مكروهٌ؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رأى صبيّاً حلق بعض رأسه، فأمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يحلق كلّه، أو يترك كلّه).[٨]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 165. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5920، صحيح.
- ^ أ ب "شرح حديث يَنْهَى عَنِ القَزَعِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4195، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:274، صحيح.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 165-166. بتصرّف.
- ↑ د.عيسى بن شباب الحيسوني (2017/1/21)، "القزع مفهومه وأنواعه وحكمه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم القزع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.