نص حديث عليكن بحافات الطريق

عن الصحابيّ الجليل مالك بن ربيعة أبي أُسيد الساعدي -رضي الله عنه-: (أنَّهُ سمِعَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ وَهوَ خارجٌ منَ المسجدِ فاختلطَ الرِّجالُ معَ النِّساءِ في الطَّريقِ فقالَ للنِّساءِ استأخِرنَ فإنَّهُ ليسَ لَكنَّ أن تَحقُقنَ الطَّريقَ عليكنَّ بحافَّاتِ الطَّريقِ فَكانتِ المرأةُ تلصَقُ بالجدارِ حتَّى إنَّ ثوبَها ليَعلَقُ بالجدارِ)،[١] قال عنه ابن حجر: حديثٌ حسن. [2]


شرح حديث عليكن بحافات الطريق

دلّ الحديث النبوي السابق على عدّة إشاراتٍ ودلالاتٍ بيانها آتياً:

  • نظّم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمر السَّير في الطريق بما يحفظ الأخلاق العامة التي دعت إليها الشريعة الإسلامية، فأمر النساء بالسَّير في جوانب الطريق وليس في وسطه.
  • حثّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- النساء على السَّير إلى جانب الطريق مراعاةً للآداب الشرعية والأخلاق الحميدة وليس انتقاصاً من قدرهنّ وقيمتهنّ.
  • التزمن النساء بأمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالسَّير إلى جانب الطريق حتى أنّ ثيابهنّ كانت تلتصق بالجدار دلالةً على شدّة التزامهنّ بالأمر النبوي.
  • حثّ الحديث النبوي السابق على عدم التزاحم في الطرقات، وتجنّب وقوع أي اختلاطٍ بين الرجال والنساء.


أحاديث أخرى عن آداب الطريق

بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الآداب العامة والأخلاق الفاضلة في عدّة أحاديث نبويةٍ يُذكر منها:

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ).[٢]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي طلحة الأنصاريّ زيد بن سهل -رضي الله عنه-: (كُنَّا قُعُودًا بالأفْنِيَةِ نَتَحَدَّثُ، فَجَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقَامَ عَلَيْنَا فَقالَ: ما لَكُمْ وَلِمَجَالِسِ الصُّعُدَاتِ اجْتَنِبُوا مَجَالِسَ الصُّعُدَاتِ، فَقُلْنَا إنَّما قَعَدْنَا لِغَيْرِ ما بَاسٍ قَعَدْنَا نَتَذَاكَرُ وَنَتَحَدَّثُ قالَ: إمَّا لا فأدُّوا حَقَّهَا غَضُّ البَصَرِ، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَحُسْنُ الكَلَامِ).[٣]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ).[٤]
  • أخرج البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ، وعلَى مَن لَمْ تَعْرِفْ).[٥]
  • أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).[٦]


المراجع

  1. رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن مالك بن ربيعة أبي أسد الساعدي، الصفحة أو الرقم:4/345، حسن.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2465، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل، الصفحة أو الرقم:2161، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:269، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6236، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:35 ، صحيح.