نص حديث يا معشر التجار

ورد عن الصحابي الجليل رفاعة بن رافع -رضي الله عنه-: (أنَّه خرَجَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى المُصلَّى، فرَأَى النَّاسَ يَتبايعونَ، فقال: يا مَعشَرَ التُّجارِ فاسْتجابُوا لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَفَعُوا أعناقَهمْ وأبْصارَهُمْ إليه فقال إنَّ التُّجارَ يُبعثُونَ يَومَ القِيامةِ فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى اللهَ وبَرَّ وصَدَقَ).[١][٢]


شرح حديث يا معشر التجار

نَظّم الإسلام المعاملات بين الأفراد على كلّ المستويات بما يحفظ حقوقهم، مع الحرص على المحافظة على الدٍّين والأخلاق وعدم إفسادها، ومن تلك المعاملات التجارة كما ورد في الحديث النبوي السابق، وفيما يأتي بيان أبرز ما دلّ عليه:[٣]

  • أخبر الصحابي رفاعة بن رافع -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- خرج إلى المصلّى ذات يومٍ ورأى ما يقع بين الناس من بيعٍ وشراءٍ، فصاح في التجار منادياً إيّاهم، فلبّوا نداءه والتفتوا بأعناقهم وأبصارهم إليه ممّا يدلّ على شدّة استجابتهم له وانتظارهم لقوله.
  • قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للتجار مخاطباً إياهم بأنّهم يُبعثون يوم القيامة فجّاراً؛ بسبب كثرة وقوعهم في الغش والتدليس وكثرة حلفهم للأيمان في معاملاتهم وبيعهم وشرائهم، فالفجور هو: استحلال المعاصي والمحرّمات، واستثنى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصحاب التقوى من التجار، الذين لا يغشّون في معاملاتهم، وكان صادقاً في أيمانه.
  • حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث على التزام أوامر الله وأوامره في كلّ أمور الحياة، وحثّ التجار خاصةً على الصدق والتقوى.


أحاديث أخرى عن البيع والشراء

وردت عدّة أحاديث نبويةٍ ذكر فيها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- البيع والشراء وما يتعلّق فيهما، وفيما يأتي ذكر بعض تلك الأحاديث:

  • (عن عُروةَ بنَ أبي الجعدِ البارقيَّ، قالَ: أعطاهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ دينارًا يَشتري بِهِ أضحيَّةً، أو شاةً فاشترى شاتينِ فباعَ إحداهما بدينارٍ فأتاهُ بشاةٍ ودينارٍ فدعا لَهُ بالبرَكَةِ في بيعِهِ فكانَ لوِ اشترى ترابًا لربِحَ فيهِ).[٤]
  • (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، -أوْ قالَ: حتَّى يَتَفَرَّقا- فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَما وكَذَبا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما).[٥]
  • (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى).[٦]
  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-: (كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَكُنْتُ علَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ، فَكانَ يَغْلِبُنِي، فَيَتَقَدَّمُ أمَامَ القَوْمِ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ ويَرُدُّهُ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ، فَيَزْجُرُهُ عُمَرُ ويَرُدُّهُ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِعُمَرَ: بِعْنِيهِ، قالَ: هو لكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: بِعْنِيهِ. فَبَاعَهُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هو لكَ يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ، تَصْنَعُ به ما شِئْتَ).[٧]
  • أخرج البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كانَ لِرَجُلٍ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِنٌّ مِنَ الإبِلِ، فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ، فَقالَ: أَعْطُوهُ، فَطَلَبُوا سِنَّهُ، فَلَمْ يَجِدُوا له إلَّا سِنًّا فَوْقَهَا، فَقالَ: أَعْطُوهُ، فَقالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بكَ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً).[٨]


المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن رفاعة بن رافع، الصفحة أو الرقم:1210، حسن صحيح.
  2. "حديث يا معشر التجار"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  3. "حديث يا معشر التجار"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عروة بن أبي الجعد البارقي، الصفحة أو الرقم:3384، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حكيم بن حزام، الصفحة أو الرقم:2082، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2076، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2115، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2305، صحيح.