نص حديث يعوذ عائذ بالبيت

أخرج مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "يَعُوذُ عائِذٌ بالبَيْتِ، فيُبْعَثُ إلَيْهِ بَعْثٌ، فإذا كانُوا ببَيْداءَ مِنَ الأرْضِ خُسِفَ بهِمْ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فَكيفَ بمَن كانَ كارِهًا؟ قالَ: يُخْسَفُ به معهُمْ، ولَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَومَ القِيامَةِ علَى نِيَّتِهِ. وفي حَديثِهِ: قالَ فَلَقِيتُ أبا جَعْفَرٍ، فَقُلتُ: إنَّها إنَّما قالَتْ: ببَيْداءَ مِنَ الأرْضِ، فقالَ أبو جَعْفَرٍ: كَلّا، واللَّهِ إنَّها لَبَيْداءُ المَدِينَةِ".[١]


شرح حديث يعوذ عائذ بالبيت

معاني المفردات

فيما يلي بيانٌ لمعاني أبرز المفردات الواردة في الحديث الشريف:

  • البيت: يُقصد به البيت الحرام؛ أي الكعبة المشرّفة.[٢][٣]
  • بيداء: صحراء[٤]


معنى الحديث

كرم الله تعالى مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة بأن جعلهما أشرف بقاع الأرض، وتوعّد بالعقوبة لمن أراد بهما سوءًا، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فضلهما في كثير من الأحاديث النبوية، وفي هذا الحديث يخبر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن علامةٍ من علامات الساعة الصغرى؛ أنّه في آخر الزمان يغزو جيشٌ عظيمٌ الكعبة المشرفة بقصد تخريبها، حتى إذا كانوا بأرض بيداء؛ أي أرضٍ متّسعةٍ ملساء؛ والمقصود موضع من الصحارى بين مكة والمدينة، يخسف الله تعالى بهم الأرض، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث أنّ هذا الخسف يعمّ ويشمل الجميع من أراد القتال ومن لم يرد؛ ممّا دفع أمّ المؤمنين للاستغراب عن شمول الخسف حتّى من لم يُرد القتال، فأخبرها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ الخسف سيعمّ الجميع، ثم يبعثهم الله؛ فيحاسب كلّ واحدٍ منهم على نيّته.[٣]


الدروس المستفادة من الحديث

يستفاد من الحديث الشريف جملةٌ من الدروس والمعاني، ومنها ما يلي:[٣]

  • أن الناس يبعثون على نياتهم فمن نوى خيرًا؛ فخيرًا، ومن نوى شرًا فسيجازى بمثله.
  • أنّ لبيت الله الحرام مكانةً عظيمةً، وأنّ الله تعالى اختصّها بعنايته.
  • أنّ كثرة الفساد والمفسدين يهلك بسبه المفسدون والصالحون معهم، ويجازى في الآخرة كلٌّ على نيّته وعمله.


أحاديث أخرى عن فتن وعلامات آخر الزمان

  • ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ قالوا: وما الهَرْجُ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ".[٥]
  • ما أخرجه الألبانيّ عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "كيف بكمْ وبزمانٍ يوشكُ أن يأتيَ يغربَلُ الناسُ فيه غربلةَ، وتبقى حثالةٌ منَ الناسِ قد مرجَتْ عهودُهُم وأماناتُهم، فاختلفوا وكانوا هكذا وشبَّكَ بينَ أصابعِهِ، قالوا كيف بنا يا رسولَ اللهِ إذا كان ذلكَ؟ قال تأخذونَ بما تعرفونَ، وتدَعونَ ما تُنكرونَ، وتُقبلونَ على خاصَّتِكم، وتذرونَ أمرَ عوامِّكم".[٦]
  • ما أخرجه الألباني عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: "طُوبَى لعيشٍ بعْدَ المسيحِ يؤذَنُ للسماءِ في القُطْرِ، ويؤذَنُ للأرْضِ في النباتِ، حتى لو بذرْتَ حَبَّكَ على الصفَا لنَبَتَ، وحتَّى يَمُرَّ الرجلُ على الأسَدِ فلا يضرُّهُ، ويطَأَ على الحيَّةِ فلا تضرُّهُ، ولا تَشَاحَّ، ولا تحاسُدَ، ولا تباغُضَ".[٧]



مواضيع أخرى:

أحاديث آخر الزمان

حديث عدد يأجوج ومأجوج


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:2882، صحيح.
  2. "معنى البيت"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 15/11/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "شرح حديث يعوذ عائذ"، الدرر السنية. بتصرّف.
  4. "معنى كلمة بيداء"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 15/11/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6037، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3211، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3919، صحيح.