نص حديث الكلمة الطيبة صدقة

كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.[١]


شرح حديث الكلمة الطيبة صدقة

جاء لفظ الكلمة الطيبة صدقة في جزء من الحديث، وهنا في هذا الحديث يبين رسول الله أن الصدقات لا تقتصر فقط على دفع المال للمحتاجين لقضاء حوائجهم أو إدخال السرور إلى قلوبهم، بل يحتسب الله -سبحانه وتعالى- الكلام الطيب الذي يقوله المسلم لأخيه المسلم، ويدخل على قلبه السرور، أو يدله على الخير، أو يدفعه عن الشر صدقة، وهذا من كرم الله تعالى على عباده وفضله، إذ جعل أبواب عمل الخير متنوعة بحيث يستطيعها كل عبد.[٢]


أما عن شرح الحديث بالكامل، فإن موضوع الحديث يدور في ذات المعنى، وقد استهل الرسول صلى الله عليه وسلم بقول كل سُلامى من الناس عليه صدقة، أي كل مفصل من مفاصل الجسم عليه صدقة، وهنا من باب الاستحباب وليس الوجوب، وتكون الصدقة في استخدام الإنسان جسمه في طاعة الله والعمل بالعبادات والابتعاد عن المحرمات، كما بيّن الحديث الشريف أن إعانة الناس يترتب عليها جزاء الصدقة، وهناك أوجه كثيرة لذلك، كأن يعين المسلم أخاه المسلم في ركوب دابته أو أي وسيلة نقل يستخدمها، أو يساعده على وضع متاعه عليها.[٢]


ومن أبواب الصدقات التي وردت في الحديث السير إلى المساجد، إذ يُجزى المسلم عن كل خطوة بصدقة، وكذلك يُجزى المرء بجزاء الصدقة إن أزال أي أذى عن الطريق.[٢]


حديث مشابه لحديث الكلمة الطيبة صدقة

ورد حديث آخر مشابه فيه أوجه أخرى للصدقة، وهو: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى.)[٣] وضّح صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مرة أخرى أن على كل مسلم أن يتصدق عن كل عظمة أو مفصل في جسده في كل يوم، ومن لطف الله بعباده أنه يسّر طرق الصدقات، والتي وردت كما أشار لها الحديث.[٤]


إذ يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن في قول (سبحان الله) صدقة، وقول (الحمدلله) صدقة، وقول (لا إله إلا الله) صدقة، وقول (الله أكبر) صدقة، وأن يأمر المسلم أخاه المسلم بعمل المعروف صدقة، أو أن ينهاه عن فعل منكر ومعاصي صدقة، وإن لم يستطع أو غفل عن هذا كله، فإن ركعتي الضحى تكفيان، وتجدر الإشارة إلى أن صلاة الضحى، عبارة ركعتين يصليهما المسلم بعد ارتفاع الشمس بمقدار رمح عن مشرقها، أي ما يقارب ربع ساعة، ويبقى وقتها إلى قبل صلاة الظهر بربع ساعة والله أعلم، ويقرأ فيهما الفاتحة، وما تيسر من القرآن الكريم، ولا بد من ذكر أن صلاة الضحى أقلها ركعتين وأكثرها ثمان ركعات تصلى ركعتين ركعتين كقيام الليل والله أعلم.[٤]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2989، صحيح.
  2. ^ أ ب ت "شروح الاحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 31/10/2023. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:720، صحيح.
  4. ^ أ ب "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 31/10/2023. بتصرّف.