متن حديث (من صلى علي صلاة واحدة)

صحّ هذا الحديث النبوي الشريف بأكثر من متنٍ وتخريج، ونذكرها فيما يأتي:

  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا).[١]
  • أخرج الإمام أحمد في مسنده قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صلَّى علَيَّ صلاةً واحدةً، صلَّى اللهُ عليه عَشْرَ صَلَواتٍ، وحطَّ عنه عَشْرَ خَطيئاتٍ).[٢]
  • أخرج النسائي قول النبي الكريم: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ).[٣]


شرح حديث (من صلى علي صلاة واحدة)

عظّم الله -سبحانه- شأن نبيّه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرّفه بالعديد من الفضائل، ومنها أنّه جعل لمن يُصلّي عليه أجراً وثواباً عظيماً كما بيّن النبي الكريم في الحديث النبوي الشريف، وسيتمّ توضيح معانيه وشرحه فيما يأتي:


معنى الصلاة على النبي

قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً) يحتمل معنيَيْن؛ فالصلاة هنا بمعنى الدعاء على أصلها اللّغوي، فيكون المُراد: مَنْ دعا لي مرَّةً واحدةً فقال: اللهم صلِّ على نبيّنا محمد، أو بنحوها مِن الصيغ، ومن معاني الصلاة هنا أيضاً: التعظيم والتشريف والتبجيل للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.[٤]


ثواب مَن صلّى على النبي

ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك أجر وثواب مَن يُصلّي عليه، وتوضيح ذلك فيما يأتي:

  • (صلى الله عليه عشر صلوات)

يُقصد بالصلاة هنا الرحمة، أي مَن صلّى على النبيّ الكريم شملته رحمة الله -تعالى-، وقيل: الصلاة من الله بمعنى الثناء، فمَن صلّى على النبي الكريم أثنى الله -تعالى- عليه بين ملائكته،[٥] وقد قال الشوكاني -رحمه الله-: "الْمرَاد بِالصَّلَاةِ من الله الرَّحْمَة لِعِبَادِهِ، وَأَنه يرحمهم رَحْمَة بعد رَحْمَة حَتَّى تبلغ رَحمته ذَلِك الْعدَد، وَقيل: المُرَاد بِصَلَاتِهِ عَلَيْهِم إقباله عَلَيْهِم بعطفه وإخراجهم من حَال ظلمَة إِلَى رفْعَة وَنور"،[٦] وقيل أيضاً: الصلاة من الله بمعنى مغفرة الذنوب.[٧]


  • (وحُطّت عنه عشر خطيئات)

حطّ الخطيئات يعني مغفرة الذنوب والسيئات وسترها.[٨]


  • (ورُفعت له عشر درجات)

ومعنى ذلك رفع منزلته في الجنّة عشر درجات، وقيل: المعنى رفعه في الدنيا بتوفيقه للطاعة والقرب من الله -تعالى-، ورفعه يوم القيامة بتثقيل ميزان حسناته، ورفع في الجنة بزيادة كراماته من الله -سبحانه-.[٤]


أحاديث أخرى عن فضل الصلاة على النبي

صحّ عن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث الأخرى عن فضل الصلاة عليه، ومن أبرزها ما يأتي:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْلَى الناسِ بي يومَ القيامةِ أكثرُهم عليَّ صلاةً).[٩]
  • قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ...)، ثمّ قال: (... فإنَّ صلاتَكُم مَعروضةٌ عليَّ، قالوا: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ؟ فقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ على الأرضِ أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ).[١٠]
  • سأل أحد الصحابة النبي -عليه الصلاة والسلام- عمّا يجعله من مقدار الصلاة عليه، فحثّه النبي الكريم على الزيادة قدر ما يستطيع، وعندما سأله الصحابي: "أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها"؟ قال له النبي الكريم: (إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ).[١١]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:408، صحيح.
  2. رواه أحمد، في المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:11998، صححه شعيب الأرناؤوط.
  3. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1296، صححه الألباني.
  4. ^ أ ب "شرح حديث (من صلى علي صلاة واحدة)"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2023. بتصرّف.
  5. حسن بن علي الفيومي، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب، صفحة 654، جزء 7. بتصرّف.
  6. الشوكاني، تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين، صفحة 47.
  7. محمد الأثيوبي، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، صفحة 202، جزء 15. بتصرّف.
  8. حسن بن علي الفيومي، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب، صفحة 658، جزء 7. بتصرّف.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:484، حسن غريب.
  10. رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن أوس بن أوس، الصفحة أو الرقم:218، أخرجه في صحيحه.
  11. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:2457، حسن صحيح.