نص حديث خذوا جنتكم من النار

أخرج النسائي والحاكم[١] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خُذوا جُنَّتَكُمْ، قُلْنا يا رسولَ اللَّهِ، مِن عدُوٍّ حضَرَ؟ قالَ: لا، بَلْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قولُ سُبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ؛ فإنَّها تأتي يومَ القيامةِ مُنْجِيَاتٍ ومُقدَّماتٍ، وهُنَّ الباقياتُ الصَّالحاتُ)،[٢] وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.


شرح حديث خذوا جنتكم من النار

إنّ ذكر الله -سبحانه- من أيسر الأعمال وأفضلها وأحبّها إلى الله -تعالى-، وهي سببٌ لدخول الجنة والنجاة من النّار، وفي هذا الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خُذوا جُنَّتَكم" بضمّ الجيم؛ أي قوا أنفسكم من النّار واحترسوا منها واجعلوا بينكم وبينها وِقاية، ثمّ بيّن النبيّ الكريم أنّ ذكر الله سببٌ للوقاية من النّار، وأرشد إلى قول ما يأتي:[٣]

  • سبحان الله

والتسبيح يعني تنزيه الله -عزّ وجلّ- عن كلّ ما لا يليق به وبصفاته.


  • الحمد لله

والحمد يعني شكر الله والثّناء عليه.


  • لا إله إلا الله

وهذه هي كلمة التوحيد، فلا إله حقٌّ إلا الله -عز وجل-، وهو وحده من يستحقّ الإفراد بالعبادة والألوهية.


  • الله أكبر

وفي هذا الذّكر إثبات العظمة والكبرياء للخالق -سبحانه-.


ثمّ يُخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ هذه الكلمات يأتين يوم القيامة مقدِّمات؛ أي جماعة تتقدّم المسلم كالجيش، ومُعقِّبات؛ أي جماعة يعقب بعضها بعضاً، وتعقب المسلم؛ أي تكون وراءه، ومُجنِّبات؛ أي عن يمينه وشماله، وهذا الحديث يدلّ على عِظم فضل الباقيات الصالحات، حيث يأتين يوم القيامة كالجيش، ويسترن صاحبها من جميع جهاته عن النار.[٤]


وقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الكلمات: "وهُنَّ الباقياتُ الصَّالِحاتُ"؛ وسمّيت بذلك لأنّهنّ باقياتٌ لصاحبها، وصالحاتٌ بسبب عظيم الأجر والثواب الذي يحصل عليه قائلهنّ في الدنيا والآخرة، وقد قال الله -تعالى-: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا).[٥][٣]


أحاديث عن فضل الباقيات الصالحات

ثبتت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدّث عن فضل وثواب الباقيات الصالحات، ونذكر أبرز هذه الفضائل والثمرات فيما يأتي:

  • هي أحبّ الكلمات إلى الله -عز وجل-

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ).[٦]


  • كانت أحب الكلمات إلى النبيّ من الدنيا وما فيها

قال -صلى الله عليه وسلم-: (لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ).[٧]


  • ثقيلةٌ في الميزان يوم القيامة

قال -صلى الله عليه وسلم-: (بَخٍ بَخٍ لخمسٍ ما أَثقلَهُنَّ في الميزانِ: سُبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أَكبرُ، والولدُ الصَّالحُ يُتوفَّى للمسلمِ فيَحتسِبُه).[٨]



مواضيع أخرى:

شرح حديث من قال سبحان الله وبحمده

شرح حديث عن مثل جيفة حمار

المراجع

  1. ابن حمزة الحسيني، البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف، صفحة 33، جزء 2. بتصرّف.
  2. رواه الحاكم، في تفسير الباقيات الصالحات، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1/23، صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
  3. ^ أ ب "شرح حديث خذوا جُنّتكم من النار"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2023. بتصرّف.
  4. الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 469، جزء 5. بتصرّف.
  5. سورة مريم، آية:76
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم:2137، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2695، صحيح.
  8. رواه المستدرك على الصحيحين، في صحيح مسلم، عن أبي سلمى راعي رسول الله، الصفحة أو الرقم:1909، صحيح الإسناد.