نصُّ الحديث

أخرج الإمام الألباني في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، عن النبي صلى عليه وسلم قال: (عليكم بألْبانِ البقَرِ، فإنَّها دَواءٌ، وأسمانِها فإنَّها شفاءٌ ‍ وإيَّاكمْ ولُحومَها، فإنَّ لُحومَها داءٌ)،[١] وفي رواية أخرى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لمْ ينزلْ داءً، إلَّا أنزلَ لهُ شفاءً، إلَّا الهَرَمَ، فَعليكُمْ بِأَلْبانِ البَقَرِ، فإنَّها تَرُمُّ من كلِّ الشجرِ).[٢]


شرح حديث لبن البقر


مفردات الحديث

في الحديث مفردات، نبيّن معناهما آتيًا:

  • أسمَانِها: سَمْن، ما يُذاب ويُخلَّص من الزُّبد بعد إغلائه.[٣]
  • داء: المرضُ ظاهِرًا أو باطنًا.[٤]
  • الهرم: كبر السن مع تهدل البدن.[٥]
  • ترمُّ: أرَم الطَّعامَ: أكله ولم يترك منه شيئًا، ومنها أرمتِ الماشيةُ الكلأَ، أي أكلت.[٦]


المعنى الإجمالي للحديث

  • يسر الله تعالى لعباده أسباب الوصول للخير وجلب المنافع لهم، ودفع الشرور عنهم، وكل أمور الخلق مقدرة بمقادير لا يعلمها إلا الله تعالى، وفي هذا الحديث يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لمْ ينزلْ داءً"؛ أي: أن الله تعالى ما أصاب من أحد من عباده ببلاء ومرض سواء أكان جسديًا أو نفسيًا، إلّا أنزل له شفاء؛ أي: أنزل لهذا المرض علاجًا يزيله، باستثناء الهرم؛ أي: التقدم في العمر؛ فإنه لا دواء له وذلك تشبيهاً له بالموت، أو لقربه منه.[٧]
  • ثم بيّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، عن أهمية ألبان البقر وأسمانها وشحومها، التي يتم استخلاص اللبن منها، ففيها شفاء وعلاج لأمراض وأسقام، وذلك لأن البقر لا تبقي نباتاً ولا شجراً إلا تعتلف منه، فيكون لبنها ذا خصائص مفيدة تنفع لعلاج كثير من الأمراض، وحذّر عليه الصلاة والسلام من كثرة أكل لحوم البقر، والمبالغة في ذلك؛ وذلك لما يترتب من أمراض عند كثرة تناولها، بسبب صعوبة هضمها، ويبوسة لحمها، وقد قيل إن هذا مقتصر على بقر بلاد الحجاز، لِيبس أرضها وقسوتها.[٨][٩]


ما يُستفاد من الحديث

في الحديث فوائد عدة نذكر منها ما يلي:[٧]

  • بيان رحمة الله ولطفه بعباده، فإنه لم ينزل داء إلا وأنزل معه الدواء.
  • ضرورة الأخذ بأسباب التداوي، وإن لبن البقر ينفع في العلاج بإذن الله.


أحاديث نبوية في البقر

  • أخرج الإمام السيوطي في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا ضَنَّ الناسُ بالدينارِ والدرهمِ، وتَبَايَعُوا بالعِينَةِ، وتَبِعُوا أذنابَ البقرِ، وتَرَكُوا الجهادَ في سبيلِ اللهِ، أَدْخَلَ اللهُ تعالى عليهمْ ذلًّا، لا يَرْفَعُهُ عنهمْ؛ حتى يُراجِعُوا دينَهمْ).[١٠]
  • جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أتَدرونَ أيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: المَنيحةُ؛ أنْ يَمنَحَ أحدُكم أخاه الدِّرهمَ، أو ظَهرَ الدَّابَّةِ، أو لَبَنَ الشَّاةِ، أو لَبَنَ البَقرةِ).[١١]



مواضيع أخرى:

حديث عن لبن الإبل

حديث عن لبن البقر


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4061، صحيح.
  2. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:518، صحيح.
  3. "تعريف و معنى أسمان في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2021. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى داء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2021. بتصرّف.
  5. "تعريف و معنى الهرم في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2021. بتصرّف.
  6. "تعريف و معنى ترمٍ في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2021. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "شرح حديث لبن البقر"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2021. بتصرّف.
  8. "شرح حديث لبن البقر"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 3/1/2022. بتصرّف.
  9. محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 118. بتصرّف.
  10. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:735، حسن.
  11. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4415، حسن لغيره.