حديث عقد القران

أخرج الإمام الذهبي في كتابه المهذب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (علَّمنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطبةَ الحاجةِ: الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفِرُه ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، من يهْدِه اللهُ فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا، اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).[١] فما ورد في هذا الحديث هو الكلام الذي يتم البدء به عند عقد القران، ويسمى خطبة الزواج.[٢]


شرح الحديث

ما ترك النبي -عليه الصلاة والسلام- من شيء فيه خير وفائدة للمسلمين في الدنيا والآخرة إلا علمهم إيِّاه، وفي هذا الحديث يعلمهم ما يقال عند افتتاح الكلام لقضاء حاجةٍ مهمة، من زواجٍ أو بيع أو غيره، فالزواج من أعظم الأمور التي ينبغي أن تبدأ بذكر الله -تعالى، وأن تُبنى على تقواه وطاعته، ويُستحب أن يكون في بدايته وقبل العقد حمدٌ وثناءٌ على الله -تعالى- ونطقٌ للشهادتين، ووصية بتقوى الله، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٣] وفيما يلي شرحٌ للمعاني التي اشتملت عليها مفردات الحديث:[٤]

  • الحمد لله نحمده: أي إن المستحق لجميع أنواع الحمد هو الله تعالى.
  • ونستعينه ونستغفره: أي نستعين به في كل أمورنا، ونستغفره من جميع الذنوب.
  • ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا: أي نلجأ إليه ونحتمي به في كل ما يصدر منا من المعاصي.
  • من يهدِه اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يضللْ فلا هاديَ له: أي من يوفقه الله للهداية فلا سبيل لنفسه ولا للشيطان عليه، ومن يُزِغهُ عن طريق الحق فليس لأحد أن يهديه إلا الله تعالى.
  • وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه: أي أعلم وأعتقد أنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، وأن محمداً عبده ورسوله.
  • {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}:[٥] ففي هذه الآية نداء وتنبيه للمؤمنين بفعل الطاعات وترك ما نهى الله عنه.
  • {اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}:[٦] وفي هذه الآية نداء وحث للمؤمنين على تقوى الله الذي يتساءلون به فيما بينهم لقضاء حوائجهم، وفيها حث على صلة الأرحام وعدم قطعها.
  • {اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}:[٧] وفي هذه الآية وعد من الله لمن يتقيه أن يوفقه للأعمال الصالحة، ويغفر له ذنوبه، ويلهمه التوبة، وأن الفوز يوم القيامة إنما يكون لمن أطاع الله ورسوله.


ما يرشد إليه الحديث

في الحديث العديد من الفوائد المهمة والإرشادات النافعة، منها:[٤]

  • يُستحب للمسلم أن يبتدئ بحمد الله -تعالى- والثناء عليه في كل أمر مهم يُقدمُ على فعله.
  • خُطبة الزواج من الأمور المستحبة التي أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • لا بد أن تشتمل الخُطبة على الحمد والشهادتين، وآيات من القرآن الكريم.



مواضيع أخرى:

أحاديث عقد النكاح

حديث تنكح المرأة لأربع


المراجع

  1. رواه الذهبي، في المهذب، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1142، حديث صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 267-268. بتصرّف.
  3. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 3. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7/12/2021. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:102
  6. سورة النساء، آية:1
  7. سورة الأحزاب، آية:70