جُعل النكاح سنةً من سنن الحياة، ووسيلةً مشروعةً تحقّق رغبات الفطرة، وتحفظ النوع الإنسانيّ، وقد رغّب به الإسلام وحثّ عليه، قال -تعالى-: (وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالباطِلِ يُؤمِنونَ وَبِنِعمَتِ اللَّـهِ هُم يَكفُرونَ)،[١] وجعل الله -سبحانه- الزواج نعمةً امتنّ بها على عباده، إذ قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[٢] وكان الزواج أيضاً ممّا ارتضاه الله للأنبياء والرسل -عليهم السلام-، قال -سبحانه-: (وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلًا مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجًا وَذُرِّيَّةً).[٣][٤]


أحاديث عن النكاح

وردت عدّة أحاديث عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- تتحدّث عن عقد النكاح يُذكر منها:

  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: (كُنْتُ مع عبدِ اللَّهِ، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ بمِنًى، فَقالَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، إنَّ لي إلَيْكَ حَاجَةً، فَخَلَوَا، فَقالَ عُثْمَانُ: هلْ لكَ يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ في أنْ نُزَوِّجَكَ بكْرًا، تُذَكِّرُكَ ما كُنْتَ تَعْهَدُ؟ فَلَمَّا رَأَى عبدُ اللَّهِ أنْ ليسَ له حَاجَةٌ إلى هذا أشَارَ إلَيَّ، فَقالَ: يا عَلْقَمَةُ، فَانْتَهَيْتُ إلَيْهِ وهو يقولُ: أمَا لَئِنْ قُلْتَ ذلكَ، لقَدْ قالَ لَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ).[٥]
  • (حَقٌّ علَى اللهِ عونُ مَنْ نَكحَ التِماسَ العَفافِ عمَّا حرَّمَ اللهُ).[٦]
  • (ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عونهم: المجاهدُ في سبيلِ اللهِ، والْمُكَاتَبُ الذي يريدُ الأداءَ، والناكحُ الذي يُرِيدُ العفافَ).[٧]


أحاديث عن الخِطبة

وردت عدّة أحاديث تنصّ على الخِطبة وما يتعلّق بها، ومن تلك الأحاديث:

  • (إِنَّ مِنْ يُمْنِ المرأةِ تيسيرُ خِطْبَتِها، وتيسيرُ صداقِها، وتيسيرُ رَحِمِها).[٨]
  • رُوي عن المغيرة بن شُعبة -رضي الله عنه-: (أنه خطبَ امرأةً فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ انظرْ إليها فإِنَّه أحرى أنْ يؤْدَمَ بينكُما).[٩]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كُنْتُ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَاهُ رَجُلٌ فأخْبَرَهُ أنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأنْصَارِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَنَظَرْتَ إلَيْهَا؟ قالَ: لَا، قالَ: فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فإنَّ في أَعْيُنِ الأنْصَارِ شيئًا).[١٠]
  • رُوي عن جابر بن عبدالله: (إذا خطبَ أحدُكمُ المرأةَ فإنِ استطاعَ أن ينظرَ إلى ما يدعوهُ إلى نِكاحِها فليفعل. قالَ: فخطبتُ جاريةً فَكنتُ أتخبَّأُ لَها حتَّى رأيتُ منْها ما دعاني إلى نِكاحِها وتزوُّجِها فتزوَّجتُها).[١١]


أحاديث عن الزوجة الصالحة

رغّب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الزواج من المرأة الصالحة التي تُعينه في أمور حياته في العديد من الأحاديث النبوية التي يُذكر منها:

  • (لِيَتَّخِذْ أحدُكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكِرًا، وزوجةً مؤمنةً، تُعِينُهُ علَى أمرِ الآخرَةِ).[١٢]
  • (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ).[١٣]



مواضيع أخرى:

حديث يا معشر الشباب

حديث تنكح المرأة لأربع


المراجع

  1. سورة النحل، آية:72
  2. سورة الروم، آية:21
  3. سورة الرعد، آية:38
  4. د. أيمن محمود مهدي (1/10/2019)، "فضل النكاح وثمراته"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5065، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3152، صحيح.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1655، حسن.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2235، حسن.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:1087، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1424، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2082، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن ثوبان وابن عباس وعلي، الصفحة أو الرقم:5355، صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1467، صحيح.