نصّ حديث يكشف ربنا عن ساقه

أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (يَكْشِفُ رَبُّنا عن ساقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَن كانَ يَسْجُدُ في الدُّنْيا رِياءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِدًا)،[١] وفي رواية أخرى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الَ أُنَاسٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، هلْ نَرَى رَبَّنَا يَومَ القِيَامَةِ؟ فَقالَ: هلْ تُضَارُّونَ في الشَّمْسِ ليسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟، قالوا: لا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: هلْ تُضَارُّونَ في القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ ليسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟، قالوا: لا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فإنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَومَ القِيَامَةِ كَذلكَ).[٢]


شرح حديث يكشف ربنا عن ساقه

  • قضى الله تعالى ألا يراه الناس في الحياة الدنيا، وأن رؤيته ستكون في الحياة الآخرة للمؤمنين الصادقين، ويروي الحديث أن أناساً من الصحابة سألوا النبي -عليه الصلاة والسلام- عن رؤيتهم لله تعالى، فأكد لهم النبي -عليه السلام- أنّهم سيرون الله تعالى بوضوح تام دون مزاحمة، وبيّن لهم ذلك بتصوير يُظهر تحقق هذه الرؤيا، بأنّهم سيرون خالقهم كما يرون الشمس مضيئة في وضح النهار، وكما يرون القمر وقت اكتماله بدراً مضيئاً بوضوح تام، والتشبيه هنا إنما في الوضوع وزوال الشك، وليس في المقابلة والمماثلة، فرؤية الله حقيقة، لكننا لا نكيفها ولا نمثلها.[٣]
  • ثم ذكر النبي عليه السلام أنّه ينادي منادٍ يوم القيامة لكي تجتمع كل أمّة مع ما كانت تعبد في الدنيا، فيتساقط في النار من كان يعبد الأصنام ولا يبقى منهم أحد، فيبقي من كان يعبد الله مطيعًا كان أو عاصياً، وما بقي من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، فيُسأل اليهود عما كانوا يعبدون في الدنيا، فيجيبون أنّهم عبدوا عزير من دون الله فيُكذبون والتكذيب هنا لنفي أن يكون لله ولد، ويحشرون إلى النار، ثم يُسأل النصارى كما سئل اليهود فيجيبون أنهم عبدوا المسيح من دون الله، وحاشاه أنه يكون له ولد، فيُكذبون ثم يحشرون إلى النار، حتى يبقى من كان يعبد الله سواء من كان مُطيعاً أم عاصياً.[٣]
  • فيأتيهم الله تعالى ويشهدهم رؤيته سبحانه في صورة لم يعرفوه بها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه، وقيل إنما كان ذلك من أجل من كان معهم من المنافقين الذين لا يستحقون رؤيته، فإذا تميز المؤمنون عن المنافقين بالعلامة التي بين المؤمنين وبين ربهم وهي حينما ترفع الحُجب ويكشف ربنا عن ساقه، فيقولون: أنت ربنا ويسجد من كان من المؤمنين ويمنع المنافقون من ذلك ويعود ظهرهم كأنه طبقة واحدة ليس فيه فقرات، وهو معنى قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُون}.[٤][٣]


فوائد الحديث

في الحديث فوائد عدة أبرزها:[٣][٥]

  • إثبات رؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة.
  • كمال نعم الله تعالى على المؤمن يوم القيامة برؤيته سبحانه.
  • إثبات صفة الساق لله -تعالى-.
  • التحذير من الرياء.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:4919، حديث صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6573 ، حديث صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2021. بتصرّف.
  4. سورة القلم، آية:42
  5. "حديث: يكشف ربنا عن ساقه"، موسوعة الأحاديث النبوية، اطّلع عليه بتاريخ 4/1/2022. بتصرّف.