نص حديث يُكبرُ على كُلِ شَرَف

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- أنّه قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا قَفَلَ مِن غَزْوٍ أوْ حَجٍّ أوْ عُمْرَةٍ، يُكَبِّرُ علَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأرْضِ ثَلَاثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وحْدَهُ".[١]


شرح حديث يُكبرُ على كُلِ شَرَف

شرح المفردات

آتيًا بيانٌ لمعاني ألفاظ الحديث:[٢]

  • آيبون: راجعون من سفرنا سالمين.
  • شَرف: المكان العالي.[٣]
  • تائبون: أي تُبنا من المعصية وتحوّلنا للطاعة.
  • حامدون: أي نثني على الله -عزّ وجلّ- بصفات كماله، ونشكره على نعمه وفضله علينا.
  • صدق الله وعده: أي صدق الله وعده بإظهار الدين، ونصرة المتّقين.
  • نصر عبده: أي نصر النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام.
  • هزم الأحزاب وحده: أي الذين تحزبوا وتحالفوا ضدّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في غزوة الخندق في السنة الخامسة من الهجرة؛ والله هزمهم ونصر المسلمين عليهم من غير قتالٍ.


معنى الحديث

يبينُ الحديث الشريف حال النبي -عليه الصلاة والسلام- عند عودته من السفر؛ إن كان عائدًا من حجٍّ أو عمرةٍ أو جهادٍ، فإنّه يكون مُقبلًا على الله -سبحانه وتعالى- بذكره؛ فكان يكبّره ثلاث مرَّاتٍ، ويقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" ثلاث مرَّات كذلك؛ لأنّه وحده المستحقّ للعبادة والثناء، والمُلك له وحده ولا ينازعه فيه أحد، وهو الذي لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء؛ فالنبي -عليه الصلاة والسلام- عند عودته يتذكّر فضل الله -سبحانه وتعالى- الدائم عليه، وفضله بأن ردّه هو ومن معه من الصحابة -رضي الله عنهم- إلى بيوتهم سالمين بعد أن أدّوا عبادته أو عملًا صالحًا، ويشكره ويحمده على ذلك، وأنّه سيبقى مستمرًا للحمد والتوبة من أيّ ذنبٍ، وسيكون متقرِّبًا إلى الله -عزّ وجلّ- بأنواعٍ مختلفةٍ من العبادات والطاعات والقُربات؛ فالله -سبحانه وتعالى- قد نصره على الأحزاب في غزوة الخندق من غير حولٍ منه ولا قوةٍ، وأيّده بجنودٍ من عنده، ونصره على عدوه؛ فذلك يسلتزم منه أن يكون دائم الحمد والشكر والذكر لله تعالى.[٢]


ما يرشد إليه الحديث

إنّ لهذا الحديث الشريف فوائد وقيمٌ عديدةٌ تُستفاد منه، وآتيًا ذكر جملةٍ منها:[٢]

  • الحثّ على حمد الله -سبحانه وتعالى- والإقرار بنعمه وفضله بعد كلّ سفرٍ يرجع منه المسلم.
  • الحثّ على ذكر المسلم لله -سبحانه وتعالى- في كافة أحواله.
  • الذكر سببٌ لسكون القلب وطمأنينة النفس؛ فعلى المسلم أن يحرصَ عليه دوماً.
  • في الحديث إشارةٌ إلى أنّ الله -سبحانه وتعالى- لا ينصر المسلمين بعدتهم وعتادهم فقط وإنّما بإيمانهم بالله، وتمسّكهم بشرعه واستشعارهم لنعمه عليهم.[٣]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1797، صحيح.
  2. ^ أ ب ت الدرر السنية، "شرح حديث يُكبرُ على كل شَرَف"، الدرر السنية الموسوعة الحديثية، اطّلع عليه بتاريخ 14/11/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب إسلام ويب، "باب الدعاء إذا أراد سفرا أو رجع فيه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/11/2021. بتصرّف.