شرح حديث نفث عليه بالمعوذات

نص حديث نفث عليه بالمعوذات

أخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ، نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الذي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عليه وَأَمْسَحُهُ بيَدِ نَفْسِهِ، لأنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِن يَدِي"،^[١] وآتيًا شرحٌ لمعنى الحديث وبيانٌ لما يُرشد إليه.

شرح حديث نفث عليه بالمعوذات

شرح المفردات

فيما يأتي بيانٌ لأهمّ ألفاظ الحديث:^[٢]

• نفث عليه: أي نفخ عليه نفخًا لطيف بلا ريقٍ.
• المعوِّذات: سورة الفلق وسورة الناس.

معنى الحديث

يفيد الحديث أنّ من هدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إذا مرض هو أو أحدٌ من أهله أو من الناس، أن يرقيه بالرقية الشرعيّة؛ وذلك بأن يقرأ عليه سورة الفلق وسورة الناس، وينفخ في يديه، ويمسح بهما جسده، وقيل إنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قرأ سورة الإخلاص أيضًا إضافةً للفلق والناس، وهذه السور تعدُّ من السور الجامعة التي فيها وقايةٌ من المكروهات؛ فبها يستعيذ المسلم من شرّ ما خلق الله تعالى، ومن شر أهل الحسد والضرر، وكذلك من شرور شياطين الإنس والجان، ويكون النفث من خلال جمع الكفّين وبعدها ينفث فيهما ويقرأ المعوذتين والإخلاص ويمسحَ بهما جسده، وقد أخبرت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الحديث أنّها كانت ترقي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في مرض موته؛ فقرأت المعوذات ثم نفثت على النبيّ ومسحت عليه بيديه الطاهرة الشريفة؛ لأنّ بركة يديه أعظم من بركة يديها.^[٣]

ما يُرشد إليه الحديث

يرشد الحديث الشريف إلى جملةٍ من الفوائد والمعاني العظيمة، ومنها ما يلي:^[٣][٤]

• مشروعيّة الرقية وأنّها تكون بالمعوذتين، كما أنّ للرقية آياتٍ قرآنيةً أخرى تُقال عنها.
• يُشرع للمسلمِ أن يرقي نفسه إن أصابه مرضٌ، أو أن يرقيه أحدٌ من أهل بيته أو معارفه.
• بيان مكانة أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وقُربها من النبيّ عليه الصلاة والسلام.
• بيان صفة نفث النبيّ عليه الصلاة والسلام؛ حيث كان ينفث على يديه، ثمّ يمسح بها وجهه الشريف.

أحاديث نبويَّةٌ عن الرقية

وردت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أحاديثٌ تبيّنُ أهمّية الرقية الشرعيّة والحث عليها وكيفيتها، ومن ذلك الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مما رواه نافع بن جبير رضي الله عنه: "عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ"؛^[٥] ففي هذا الحديث يوجّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عثمان بن أبي العاص الثقفي إلى الكيفيّة التي يرقي بها نفسه إن ألمّه وجعٌ في جسده؛ فأخبره أن يضع يده على موضع الألم، وبعدها يسمي الله ثلاثًا ويستعيذ بالله -سبحانه وتعالى- وعظيمِ قدرته وجبروته من الألم الذي أصابه، ومن أيّ شيءٍ يخافه ويحذر منه أو يجده من هذا الألم الذي أصابه في جسده.^[٦]

مواضيع أخرى:

حديث يا مكبر الصغير

حديث وضع الإصبع في التراب