نص حديث الرجل يقاتل شجاعة

جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- أنّه قال: "سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذلكَ في سَبيلِ اللهِ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيَا، فَهو في سَبيلِ اللَّهِ. وفي رواية : أَتَيْنَا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُقَاتِلُ مِنَّا شَجَاعَةً فَذَكَرَ مِثْلَهُ".[١]


شرح حديث الرجل يقاتل شجاعة

يتناول هذا الحديث الشريف مسألةً هامّةً وأساسيّةً، وهي مسألة النيّة؛ فهي شرطٌ أساس في قبول الأعمال، وإذا انعدمت النيّة كان العمل هباءً كأنّ صاحبه لم يعمله، وقد جاء هذا الحديث على ذكر عملٍ من أهمّ الأعمال في الدين الإسلاميّ، وهو القتال في سبيل الله، وعدّد السائل مقاصد وأهدافًا قد يقاتل المقاتل لأجلها، وهي: القتال شجاعةً؛ أي لأنّه متّصفٌ بالشجاعة ومحبٌّ للقتال، أو القتال حميّة؛ أي أنّه يقاتل للأنفة والغيرة على القوم الذين ينتمي إليهم، أو القتال رياءً؛ أي ليراه الآخرون ويعرفونه ويكون له سمعةٌ بينهم،[٢] فسأل السائل النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أي هذه الصور الثلاثة المذكورة يعدّ قتالًا في سبيل الله؟ فأجاب النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بأنّ القتال في سبيل الله لا يكون إلا إذا كان قصد المقاتل من قتاله أن تكون كلمة الله تعالى هي العليا؛ أي أن تكون كلمة التوحيد هي العليا ونصرة دين الله وإعلائه هو الغاية من القتال.[٣][٤]


أحاديث أخرى عن القتال في سبيل الله

وردت أحاديث كثيرةٌ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في فضل القتال في سبيل الله والحث عليه، ومنها:

  • ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-من سؤاله للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- عن أحب الأعمال إلى الله تعالى: "سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي".[٥]
  • ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه: "قِيلَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما يَعْدِلُ الجِهَادَ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قالَ: لا تَسْتَطِيعُونَهُ، قالَ: فأعَادُوا عليه مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا كُلُّ ذلكَ يقولُ: لا تَسْتَطِيعُونَهُ، وَقالَ في الثَّالِثَةِ: مَثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ القَانِتِ بآيَاتِ اللهِ، لا يَفْتُرُ مِن صِيَامٍ، وَلَا صَلَاةٍ، حتَّى يَرْجِعَ المُجَاهِدُ في سَبيلِ اللهِ تَعَالَى".[٦]
  • ما رواه سهل بن سعد الساعدي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: "رِبَاطُ يَومٍ في سَبيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما عَلَيْهَا، ومَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما عَلَيْهَا، والرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ في سَبيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما عَلَيْهَا".[٧]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1904، صحيح.
  2. "تعريف و معنى رياء في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 20/09/2021. بتصرّف.
  3. الموسوعة الحديثية، "شرح حديث الرجل يقاتل شجاعة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/09/2021. بتصرّف.
  4. محمد بن صالح العثيمين (30/09/2019)، "شرح حديث أبي موسى الأشعري: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/09/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5970، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1878، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:2892، صحيح.