نص حديث اقرؤوا سورة البقرة
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ).[١][٢]
شرح حديث اقرؤوا سورة البقرة
دلّ الحديث النبوي السابق على العديد من الدلالات والإشارات التي يُذكر منها:[٣]
- حثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على قراءة القرآن الكريم، ورغّب بها، لِما في تلاوة القرآن صِلةٌ بين العبد وربّه، ونيلٌ لعظيم الأجر والثواب، كما أنّه يشفع يوم القيامة لمَن لازم تلاوته وداوم عليها، وعَمِل بأوامره وأحكامه، وتدبّر معانيه ودلالاته، ثمّ خصّ سورتي البقرة وآل عمران بالذِّكر، وسمّاها الزهراوين؛ أي المُنيرَتَين، وبيّن -عليه السلام- فضل المداومة على تلاوتهما؛ إذ إنّهما تأتيان يوم القيامة وتظلّان مَن داوم عليهما من حرّ الشمس حين الوقوف للحساب، وتشفعان أيضاً عنه، وما ذلك إلّا فضلٌ من الله -تعالى- مَنّ به على عباده إن داوموا على تلاوتهما.
- خصّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- سورة البقرة بالذكر وحضّ على قراءتها ورغّب بها لشأنها العظيم الرفيع؛ إذ إنّ المواظبة على تلاوتها والعمل بما نصّت عليه من الأوامر والأحكام وتدبّر معانيها ودلالاتها ممّا يحقّق للعبد المنافع العظيمة في الدنيا والآخرة، وبيّن -عليه الصلاة والسلام- أيضاً أن ترك سورة البقرة خسارةٌ؛ لِما فات من الأجر والثواب.
- بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ سورة البقرة بمثابة الحصن الواقي لمَن يقرأها والمانع من وقوع أي أذى به.
- دلّ الحديث النبوي على مكانة سورة البقرة وفضلها على غيرها من سور القرآن الكريم، فيما يأتي بيان أهميتها وأسباب تفضيلها على غيرها من السُور:[٤]
- قراءة سورة البقرة في البيوت سببٌ من أسباب تحصينها ووقايتها، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).[٥]
- تضمّنت سورة البقرة آياتٍ عظيمةٍ، منها: آية الكرسي التي عُدّت سببٌ من أسباب حفظ العبد من الشيطان، قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا أَوَيتَ إلى فراشِك، فاقرأ آيةَ الكرسيِّ: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ).[٦]
- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة سببٌ للوقاية والحصانة والحماية، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ).[٧]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
- ↑ "ولا تستطيعها البطلة"، إسلام ويب، 24/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "شرح حديث اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ "ولا تستطيعها البطلة"، إسلام ويب، 24/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:780، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:610، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5009، صحيح.