نص حديث إنما الأعمال بالنيات

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لِامْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن هاجَرَ إلى دُنْيا يُصِيبُها أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).[١]


شرح حديث إنما الأعمال بالنيات


معاني مفردات الحديث

بيان معاني أبرز مفردات الواردة في الحديث آتياً:[٢]

  • النيات: جمع نية، وهي العزم والقصد في القلب من غير تردد.
  • يُصيبها: يُحصّلها.


المعنى الإجمالي للحديث

بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه أن قبول الأعمال وصحتها مرتبطة بالنية، فصلاح العمل وفساده، وقبوله وعدم قبوله، يكون بحسب النية؛ فهي أساس الدين وأصل الأعمال، وهذا عام لجميع الأعمال؛ من عباداتٍ ومعاملاتٍ، فالإنسان لا يحصّل من عمله إلا ما نواه وقصده، فترتّب الثواب والعقاب على الأعمال بحسب النية، فمن قصد بعمله منفعة دنيوية حصّل المنفعة دون ثواب وأجر، ولو كان هذا العمل عبادة، ومن قصد بعمله رضا الله -عزّ وجلّ- حصّل الأجر والثواب، ولو كان هذا العمل عملاً عادياً؛ كالنوم والأكل.[٣][٤]


ثم بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثر النية في العمل بضرب مثال عملي بقوله أن من هاجر إلى دار الإسلام، قاصداً مرضاة الله ورسوله وحبهما، وامتثال أمرهما؛ ورغبة بإظهار دينه وفراراً من الفتنة، فهذه هي الهجرة المقبولة عند الله -تعالى-، يثاب عليها بالأجر والفضل؛ إذ هو المهاجر لله ورسوله حقاً، وأما إن كان القصد من هجرته تحصيل منفعةٍ دنيويةٍ، أو غرضٍ شخصيٍّ، كالمال، والتجارة، والزواج، فإنه يحصل له ما قصده من المنفعة الدنيوية، ولا حظّ له من الأجر والثواب في الآخرة.[٣][٤]


الدروس المستفادة من الحديث

يحمل الحديث العديد من المعاني والدروس التي ينبغي للمسلم التنبّه لها، ومن أبرزها ما يلي:[٥][٦]

  • أهمية النية وأثرها في صحة الأعمال وفسادها.
  • الحثّ على الإخلاص في النية، وابتغاء وجه الله -تعالى- في العمل، وأن عدم الإخلاص سبب لبطلان العمل وعدم قبوله.
  • تفاضل الأعمال وثوابها بحسب النية.
  • النية هي التي تفرّق بين الأعمال ببعضها، وتفرّق بين العبادات والعادات.
  • بيان فضل الهجرة في سبيل الله، وأنها من أجل الطاعات والأعمال الصالحة.
  • أهمية ضرب الأمثال؛ للبيان والتوضيح، ولِما لها أثرٌ ووقعٌ في النفس، فالنفس الإنسانية تحبّ سماع القصص والأمثلة.
  • تحقير الدنيا وشهواتها؛ دلّ على ذلك عندما قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث: (فهجرته إلى ما هاجر إليه)، حيث إنه عبّر بالضمير دون أن يذكر باللفظ ما أراد من الدنيا أو المرأة، إشارة إلى تحقير الدنيا والاستهانة بشهواتها وملذاتها، واستصغار شأنها.



مواضيع أخرى:

شرح حديث من سرته حسنته

شرح حديث حلاوة الإيمان


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:6953، حديث صحيح.
  2. "شرح حديث: إنما الأعمال بالنيات"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبد المحسن العباد، شرح الأربعين النووية، صفحة 6-8. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "شروح الأحاديث"، الدرر السنية الموسوعة الحديثية، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2022. بتصرّف.
  5. "شرح حديث (إنما الأعمال بالنيات)"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2022. بتصرّف.
  6. "حديث : إنما الأعمال بالنيات"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/10/2022. بتصرّف.