أخرج الإمام الألباني في صحيح أبي داود، عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عمرانُ بيتِ المقدسِ ، خرابُ يثربَ ، وخرابُ يثربَ ، خروجُ المَلحمةِ ، وخروجُ الملحمةِ ، فتحُ قسطنْطينيَّةِ ، وفتحُ القسطنطينيةِ خروجُ الدجالِ . ثم ضربَ بيدِهِ على فخذِ الذي حدَّثَ أو منكبِهِ ثم قال : إن هذا لحقٌّ كما أنَّك هنا ، أو كما أنك قاعدٌ . يعني : معاذَ بنَ جبلٍ).[١]


حديث فتح القسطنطينية


مفردات الحديث

في الحديث مفردتين نبين معناهما آتيًا:

الملحمة: الحربُ الشديدة.[٢]

منكبه: مُجْتَمَعُ رأْس العَضُد والكتف.[٣]


المعنى الإجمالي للحديث

  • وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة وحذرنا منها؛ حرصاً منه على أمته، وفي هذا الحديث يخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ببعض علامات الساعة منها، أن عمران بيت المقدس وذلك بكثرة ناسها وانتعاش التجارة والمال فيها دليلٌ وعلامةٌ يُنتظر بعدها خراب المدينة النبوية، وقيل أن عمران بيت المقدس يتسبب بخرب المدينة، وخراب المدينة النبوية علامةٌ ينتظر بعدها خروج الملحمة، والملحمة هي معركةٌ عظيمة بين المسلمين في الشام والروم، وقيل تكون بين المسلمين بالشام والتتار.[٤]
  • وخروج الملحمة دليلٌ وعلامةٌ ظاهرةٌ يُنتظر بعدها فتح القسطنطينية، وقيل أنها سبب في فتح القسطنطينية، والقسطنطينية هي مدينة يفصل من جانبَيها بحر، وأن فَتحها من قِبل المسلمين يكون سبباً لخروج الدجال، أو علامة لخروجه، والدّجال هو الكذّاب الأعور الذي يدّعي الألوهية في آخر الزمان وقد أخبرنا النبي عليه السلام عنه في أحاديث عدة، ثم يخبرنا الراوي أن النّبي -صلى الله عليه وسلم- ضرب بيده على فخذ معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أو قال على منكبه، وقال لمعاذ أن هذا الذي حدثت به إنما سيكون مستقبلًا وهو واقعٌ لا محالة وهو حق، ثم ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- مثال لحقّ وقوعه فقال لمعاذ بما معناه أن هذه الأمور ستقع كما أنك جالس هنا أمامي.[٤]


فوائد الحديث

في الحديث فوائد عدة نذكر منها ما يلي:[٤]

  • معجزة النبي صلى الله عليه وسلم بإخباره أموراً تقع مستقبلاً في آخر الزمان.
  • بيان النبي صلى الله عليه وسلم لبعض علامات الساعة التي سيقع بعضها عقب بعض.


أحاديث في فتن آخر الزمان

  • أخرج البخاري في صحيحه، ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَتَكُونُ فِتَنٌ القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، ومَن يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ، ومَن وجَدَ مَلْجَأً أوْ مَعاذًا فَلْيَعُذْ بهِ).[٥]
  • أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويُقْبَضُ العِلْمُ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ قالوا: وما الهَرْجُ؟ قالَ: القَتْلُ. وفي رواية: يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العِلْمُ.. وفي رواية: لَمْ يَذْكُرُوا: ويُلْقَى الشُّحُّ).[٦]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:4294، حسن.
  2. "تعريف و معنى ملحمة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  3. "تعريف و معنى منكب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "شرح حديث فتح القسطنطينية"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 16/12/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3601، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:157، مسلم.