نص حديث حسب ابن آدم لقيمات

ورد عن المقدام بن معد يكرب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ لقيمات أو أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه).[١][٢]


راوي حديث حسب ابن آدم لقيمات

هو الصحابي الجليل المقدام بن معد يكرب -رضي الله عنه-، روى سبعةٍ وأربعين حديثاً عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، سكن مدينة حمص، وتوفّي في بلاد الشام في السنة السابعة والثمانين للهجرة.[٣]


شرح حديث حسب ابن آدم لقيمات

دلّ الحديث النبوي سابق الذكر على عدّة دلالاتٍ وأفكارٍ، يُذكر من أبرزها:[٢]

  • حثّ النبيّ- عليه الصلاة والسلام- على التقليل من الطعام والاكتفاء ببعض لقيماتٍ منه، وإن أكثر ما يُمكن تناوله يُقدّر بثُلث البطن، وإبقاء ثُلثٍ للشُّرب، وثلثٍ للنَّفس، وبذلك يبقى العبد خفيفاً لا يستثقل أي عملٍ يودّ القيام به، أو عبادةٍ يتقرّب بها من ربّه، وقد وردت عدّة أحاديث أخرى يرغّب بها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من التقليل من الطعام والشراب، يُذكر منها:
  • أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا كانَ يَأْكُلُ أكْلًا كَثِيرًا، فأسْلَمَ، فَكانَ يَأْكُلُ أكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: إنَّ المُؤْمِنَ يَأْكُلُ في مِعًى واحِدٍ، والكافِرَ يَأْكُلُ في سَبْعَةِ أمْعاءٍ).[٤]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأرْبَعَةَ، وَطَعَامُ الأرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ).[٥]
  • التزم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- والصحابة -رضي الله عنهم- بالتقليل من الطعام.
  • حثّ الحديث السابق على الاعتدال في الطعام والشراب وعدم الإسراف والتبذير فيهما عملاً بوصيّة الله -تعالى- القائل: (يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ).[٦]
  • رغّب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث على الصبر والتحمّل وعدم السعي في تحقيق رغبات وشهوات النفس بل الانتصار عليها.
  • بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ما يتعلّق بطعام المسلم وشرابه ليضيف بذلك لمسةً جماليةً على حياته الاجتماعية، وقد وردت عدّة أقوالٍ للعلماء في شرح الحديث يُذكر من أبرزها:[٧]
  • قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: (مراتب الغذاء ثلاثة: أحدها مرتبة الحاجة، والثانية مرتبة الكفاية، الثالث مرتبة الفضيلة، فأخبر -صلّى الله عليه وسلّم- أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه فلا تسقط قوته ولا تضعف، فإن تجاوزها فليأكل بثُلث بطنه، وهذا من أنفع ما للبدن وما للقلب، فإنّ البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا أورد عليه الشراب ضاق عن النَّفس، وعرض عليه الكرب والتعب).
  • قال الغزالي: (ومن مضار الشرَه: اشتداد المعاصي وخاصةً الشهوة، فتخطر الأفكار الرديئة وحديث النفس بأسباب الشهوة، وما يتشوّش به مناجاته).

المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم: 2380، حسن صحيح.
  2. ^ أ ب د. أمين بن عبدالله الشقاوي (8/8/2010)، "شرح حديث: "حسب ابن آدم لقيمات""، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  3. "من هو المقدام بن معد يكرب"، الألوكة، 8/2/2018، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5397، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2059، صحيح.
  6. سورة الأعراف، آية:31
  7. "ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه"، إسلام ويب، 27/5/2012، اطّلع عليه بتاريخ 31/8/2021. بتصرّف.