معنى متن الحديث

يُقصد بمتن الحديث ألفاظه وكلماته التي يتقوّم بها المعنى،[١] وقد عرّفه بعض أهل العلم بأنّه: "غاية ما ينتهي إليه الإسناد من الكلام"،[٢] وبمعنى أوضح متن الحديث هو ألفاظ وكلمات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أفعاله أو تقريراته.[٣]


مثال على متن الحديث

أخرج البخاري في صحيحه حديث "الأعمال بالنيات" فقال: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنّه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).[٤]


والسند هنا هو قول البخاري: "حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير ..."، إلى قوله: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول"، أما المتن هنا فهو ألفاظ الحديث، وهي المتمثلة في قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ ..."، إلى آخر الحديث، وبتتبع سند الحديث في كتب الجرح والتعديل نجد أنّ رواته لا قدح فيهم، ولا يوجد في متنه شذوذ ولا علّة، وبالتالي فهو حديث صحيح مقبول.[٥]


شروط الصحة المتعلّقة بالمتن

عند الحكم على صحّة حديثٍ من عدمه لا بدّ من النّظر إلى سند الحديث ومتنه معاً، فلا يُكتفى بالنّظر إلى السند دون المتن، ولا بالنّظر إلى المتن دون السند، ولكن هناك شرطين يتعلّقان بصحّة المتن خصوصاً، ويتمّ التوصّل إلى معرفة سلامة المتن من هذين الأمرين من خلال جمع الأحاديث والنظر في متونها وألفاظها، ومقارنتها ببعضها،[٦] وهذان الشرطان هما:

  • سلامة المتن من الشذوذ: ويُقصد بالشذوذ أن يُخالف الراوي غيره من الرواة الثقات، فيروي الحديث بتغيير شيءٍ في لفظه، فيُحكم على هذا المتن بالشذوذ.[٧]
  • سلامة المتن من العلّة: وقد عرّف المحدّثون العلّة بأنّها: "سببٌ خفي يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه"،[٨] وهي عادة ما تكون في الإسناد أكثر من المتن، وقد تكون في السند وحده، ومثاله أن يكون في متن حديثٍ ما ألفاظ ومعانٍ تُخالف ما جاء في أحاديثٍ أخرى.[٩]


وإذا توفّر هذان الشرطان في المتن فيدلّ ذلك على أنّ معناه سليمٌ أو حسنٌ أو مستقيمٌ، ولكن يجدر بالذّكر أنّه لا يصحّ نسبة متنٍ إلى النبيّ ابتداءً لأنّ معناه صحيح، وإلا لو كان ذلك صحيحاً لأمكن جعل أيّ كلامٍ جميل وسليم حديثاً، وهذا لا يقول به أحد، فصحّة الإسناد هو السبيل الذي يقودنا إلى معرفة كوْن هذا الحديث صحيحاً قاله النبيّ الكريم أم لا، وأي خبرٍ أو كلامٍ ليس له سند لا قيمة له في علم الحديث.[١٠]



مواضيع أخرى:

مصطلح الحديث

علوم الحديث

المراجع

  1. حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، صفحة 1585، جزء 2. بتصرّف.
  2. أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 2065، جزء 3.
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 190، جزء 3. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
  5. "مصطلح الحديث (تعريفه - فوائده - غاياته)"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2022. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 315، جزء 31. بتصرّف.
  7. "الحديث الشاذ تعريفه وأنواعه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2022. بتصرّف.
  8. حسن الزهيري، دورة تدريبية في مصطلح الحديث، صفحة 20، جزء 4.
  9. "محل العلة وأكثر ما يعل به الحديث"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2022. بتصرّف.
  10. عبد الله الرحيلي، حوار حول منهج المحدثين في نقد الروايات سندا ومتنا، صفحة 46-47. بتصرّف.