نصّ حديث من سلّ سخيمته

أخرج الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"من سلَّ سخيمتَهُ على طريقٍ عامرة ٍمن طرقِ المسلمينَ فعليْهِ لعنةُ اللَّهِ والملائِكةِ والنَّاسِ أجمعينَ"،[١] وفي معنى الحديث ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- من قوله: "أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: اتَّقوا اللَّاعِنَينِ، قالوا: وما اللَّاعنانِ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ الَّذي يتخلَّى في طريقِ النَّاسِ أو ظلِّهِم".[٢]


شرح حديث من سلّ سخيمته

معاني مفردات الحديث

فيما يلي بيانٌ لمعاني أبرز مفردات الحديث:

  • سلَّ: أخرج. [٣]
  • سخيمته: السَّخَمُ هو السّوادُ. [٤]
  • اللاعنان:التغوّط على قارعة الطريق وفي ظلِّ الشّجرة. [٥]
  • يتخلى: خرج إلى الخَلاء لقضاءِ حاجته.[٦]


المعنى الإجمالي للحديث

إنّ آداب الطريق من الآداب العظيمة التي حثّ عليها الإسلام ورغب بالالتزامها، ومن الآداب المتعلّقة به: كفّ الأذى، وعدم قضاء الحاجة فيه، وقد ربّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- صحابته -رضي الله عنهم- والمسلمين من بعدهم على البعد عن أذيّة الناس، وفي هذا الحديث يخبرنا النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن عقوبة من يقضي حاجته في طريق المسلمين؛ ففي قول النبيّ عليه الصلاة والسلام: "من سلَّ سخيمتَهُ"؛ أي تغوّط وقضى حاجته، والمقصود بقول النبيّ عليه الصلاة والسلام: "على طريقٍ عامرة ٍ"؛ أي الطريق التي يسلكها الناس لقضاء حاجاتهم على خلاف الطرق المهجورة، وقد رتّب على ذلك عقوبةً عظيمةً؛ فقال النبيّ عليه الصلاة والسلام: "فعليْهِ لعنةُ اللَّهِ والملائِكةِ والنَّاسِ أجمعينَ"، واللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى، وهذا دعاءٌ عليه، وفيه تحذيرٌ من هذا الفعل الشنيع؛ لما فيه من إيذاءٍ للمارة، وترتيبٌ للعن الله تعالى له، وكذا يجب تجنّب وضع القذارة في الظلّ أيًّا كانت؛ لأنّ الظلّ من الأماكن التي يتّخذها الناس للاستراحة وقت اشتداد الحر.[٧]


الدروس المستفادة من الحديث

يتضمّن الحديث عددًا من الفوائد والدروس التي ينبغي للمسلم التنبّه لها، ومنها ما يلي:[٧]

  • أنّ الإسلام دينٌ عظيمٌ يراعي مصالح العباد وما فيه نفعهم ويحذّر ممّا فيه أذيّتهم.
  • ضرورة المحافظة على نظافة المرافق العامة التي يستخدمها الناس وعدم تلويثها أو تخريبها.


أحاديث في آداب الطريق

حفلت السنّة النبويّة بأحاديث كثيرةٍ حاثَّةٍ على التزام آداب الطريق، ومنها ما يلي:

  • ما رواه مسلم في صحيحه عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ".[٨]
  • ما رواه الألباني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إياكم والجلوسَ بالطرقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما بُدٌّ لنا من مجالسِنا نتحدثُ فيها، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن أبيتم فأعطوا الطريقَ حقَّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى, وردُّ السلامِ، والأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ".[٩]

المراجع

  1. رواه الالباني، في ارواء الغليل، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:101، له شاهدان يتقوى بهما.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:269، صحيح.
  3. "معنى سل"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2021.
  4. "معنى سخيمة"، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2021.
  5. "معنى اللعن"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2021.
  6. "معنى يتخلى "، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2021.
  7. ^ أ ب سخيمته&st=w&xclude=&rawi[= "شرح حديث من سل سخيمته"]، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/11/2021. بتصرّف.
  8. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:35 ، صحيح.
  9. رواه الالباني، في صحيح أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:4815 ، صحيح.