حديث عن اشتمال الصماء

نص الحديث

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَهَى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاءِ، وأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ليسَ علَى فَرْجِهِ منه شيءٌ)،[١] وأخرج في روايةٍ أخرى عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ المُلَامَسَةِ والمُنَابَذَةِ، وعَنْ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الفَجْرِ حتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغِيبَ، وأَنْ يَحْتَبِيَ بالثَّوْبِ الوَاحِدِ ليسَ علَى فَرْجِهِ منه شيءٌ بيْنَهُ وبيْنَ السَّمَاءِ، وأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ).[٢][٣]


شرح الحديث

دلّ الحديث النبوي سابق الكر على عدّة دلالاتٍ وإشاراتٍ فيما يأتي بيان البعض منها:

  • نهي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن اشتمال الصمّاء؛ أي تغطية كلّ الجسد بثوبٍ واحدٍ دون ترك أي منفذٍ لليدَين أو القدَمين وعدم رفع شيءٍ عن جوانبه بحيث لا يُمكن إخراج اليد أو مدّها إلّا من الأسفل، وسمّي ذلك الفعل باشتمال الصمّاء؛ لأنّ مَن يفعله يصبح كالصخرة الصمّاء، كما أنّ في ذلك الفعل تشبّهٌ بغير المسلمين وقد نهى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عنه، وقد نهى -عليه السلام- عن اشتمال الصمّاء لِما يلحق به من انكشاف العورة وظهورها في حال مدّ أو إخراج اليد،[٤] قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: (أمّا اشتمال الصمّاء -بالمد- فقال الأصمعي: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلّل به جسده، لا يرفع منه جانباً، فلا يبقى ما يخرج منه يده، وهذا يقوله أكثر أهل اللغة، قال ابن قتيبة: سمّيت صمّاء؛ لأنّه سدّ المنافذ كلّها، كالصخرة الصمّاء التي ليس فيها خرقٌ ولا صدعٌ).[٥]
  • حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على ستر العورة، والظهور بأحسن وأجمل صورةٍ وهيئةٍ.[٤]


أحاديث أخرى عن اللباس

ذكر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الصفة الصحيحة للباس في عدّة أحاديث نبويةٍ يُذكر منها:

  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ).[٦]
  • ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُلوا واشرَبوا وتَصدَّقوا والْبَسوا ما لم يخالِطْهُ إسرافٌ أو مَخيَلةٌ).[٧]
  • ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (البَسوا من ثيابكم البياضَ، فإنها من خيرِ ثيابِكم، وكفِّنوا فيها موتاكم).[٨]
  • أخرج البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَومَ القِيَامَةِ قالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ أَحَدَ شِقَّيْ إِزَارِي يَسْتَرْخِي، إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذلكَ منه؟ فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ).[٩]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:5822، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5819، صحيح.
  3. "حديث اشتمال الصماء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "شرح حديث اشتمال الصماء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد (23/12/2018)، "شرشف الصلاة الخاص بالنساء هل يدخل في اشتمال الصماء ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:91، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2920، حسن.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:994، حسن صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5784، صحيح.