أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن الصحابية الجليلة زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا شَهِدَتْ إحْداكُنَّ المَسْجِدَ فلا تَمَسَّ طِيبًا)،[١] وفي رواية أخرى لها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا شَهِدَتْ إحْداكُنَّ العِشاءَ فلا تَطَيَّبْ تِلكَ اللَّيْلَةَ).[٢]
شرح حديث وضع العطر للنساء
معاني المفردات
طيبًا: الطِّيبُ هو ما يُتَطَيَّبُ به من عطرٍ ونحوِه.[٣]
المعنى الإجمالي للحديث
- حثت الشريعة المرأة المسلمة على الالتزام بالضوابط الشرعية في لباسها، وأخلاقها خارج بيتها حرصًا عليها وعلى مصلحة المجتمع من الفتن والفساد، ومن المعلوم أن للمرأة أحكاماً تخصها في حضورها للصلاة في المسجد؛ من حيث الحشمة، والستر، والزينة، وغيرها، ويخبرنا النبي عليه السلام في الحديث على ضرورة التزام المرأة بالأوامر الشرعية، وتحفظ نفسها من الشبهات، فوضع العطر للمرأة على نفسها وخروجها من بيتها قد يكون سببًا في تعريضها للزنا، فقول النبي عليه السلام: "إذا شَهِدَتْ إحْداكُنَّ العِشاءَ"؛ أي إذا خرجت تريد صلاة العشاء في المسجد، فعليها أن تلتزم بالضوابط والأحكام الشرعية ومنها عدم وضع العطر الذي له رائحة.[٤][٥]
- فقوله عليه الصلاة: "فلا تَطَيَّبْ تِلكَ اللَّيْلَةَ"؛ أي أنه لا ينبغي لها أن تضع العطر عند ذهابها للصلاة، لأن العطر ينمُّ عن صاحبه فيوجب الالتفات إليها ممّن لا يحلّ لها من الرجال، فتعرّض نفسها للأذى بذلك، وهذا يقاس على باقي الصلوات؛ لكنّه خصّ صلاة العشاء بالذكر؛ لأن من عادة النساء أن تضع المعطّرات لأجل أزواجهن ليلًا، ولأن وقوع الفتنة في الليل أقرب وأكثر، والخوف عليها في الليل أكثر، وألحق العلماء بالعطر كل ما يؤدي إلى الافتتان بالمرأة، من الزينة، واللباس، ونحو ذلك.[٤]
ما يرشد إليه الحديث
في الحديث مجموعة من الإرشادات التي ينبغي للمرأة المسلمة التنبه إليها، منها:[٤]
- ضرورة التزام المرأة بالضوابط الشرعية في لباسها عند خروجها من بيتها؛ حرصًا وخوفًا عليها وعلى مصلحة المجتمع.
- نهي النساء عن الخروج إلى المسجد متعطرات.
- كمال الطاعة مرتبط بالالتزام بالضوابط الشرعية.
أحاديث عن اللباس والزينة
- أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا).[٦]
- أخرج الألباني في صحيح النسائي، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيما امرأةٍ استعطرتْ فمرتْ على قومٍ ليجدوا من ريحِها فهي زانيةٌ).[٧]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زينب امراة عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:443، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زينب امراة عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:443، صحيح.
- ↑ "تعريف و معنى طيبا في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "شرح حديث وضع العطر للمرأة"، الدرر السنية شروح الأحاديث، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
- ↑ عبيد الله الرحماني المبار الكفوري، مرعاة المفاتيح شرح مشكاةالمصابيح، صفحة 505. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2128، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:5141، حسن.