نص حديث وضع الرجل على الأخرى
أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- أنّه قال: "رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ مُسْتَلْقِيًا، واضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ علَى الأُخْرَى".[١]
شرح حديث وضع الرجل على الأخرى
معاني مفردات الحديث
- مُستلقيًا: أي الامتداد على الظهر.[٢]
المعنى الإجماليّ للحديث
كان الصحابة من حرصهم على امتثال أوامر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- واجتناب نواهيه، يتابعون هيئاته وحالاته كلها في مأكله ومشربه وملبسه وقعوده ونومه وغيرها، وفي هذا الحديث يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- أنّه قد رأى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في المسجد وهو مستلقٍ للراحة، وقد وضع إحدى رجليه على الأخرى، وإن كان ذلك يدلّ على شيءٍ؛ فإنّه يدلّ على جواز هذه الهيئة من الجلسات، شريطة ألّا تنكشف عورة المسلم في حال جلس أو استلقى كذلك.[٣]
وقد ذكر الإمام النوويّ -رحمه الله- أنَّ الأحاديث الواردة في الاستلقاء على الظهر ووضع الرجل على الأخرى والتي تنهى عن ذلك، النهي فيها محمولٌ حال انكشاف العورة، أمّا خلاف ذلك فلا نهي فيه، وقد فعله النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهذا لا كراهة فيه، وقد قال الإمام الخطابيّ إنّ الحديث الذي ورد فيه النهي منسوخٌ أو أنّ النهي فيه محمولٌ في حال انكشاف العورة فقط،[٤] فالصحابة -رضي الله عنهم- كان معظم لباسهم الإزار، وكانوا إذا استلقوا وجلسوا بهذه الهيئة خُشي عليهم انكشاف عوراتهم.[٣]
ما يُرشدُ إليه الحديث
يرشد الحديث الشريف إلى فوائد ودروسٍ عدّة، آتيًا ذكر بعضٍ منها:
- بيان وجوب ستر العورة في كافّة أحوال وجلسات المسلم.[٣]
- حرص الصحابة على متابعة كافّة أحوال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للحرص على اتّباعه وتطبيق سنته، وإن كان في أبسط الأمور كالجلسات أو الاستلقاء أو النوم أو الراحة.[٣]
- جواز الاستلقاء في المسجد للراحة.[٣]
- للمسلم أن يستلقي كيفما يشاء دام أنَّ ذلك ليس مخالفًا لهدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أو فيه كشفٌ لعورته، أو إيذاءٌ لأحدٍ من الناس.[٤]
- التحذير من كشف العورات والاستهانة بها.[٣]
- الواجب على المسلم أن يتأدّب بآداب الإسلام؛ امتثالًا لأوامر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان في جلساته وهيئاته مراعيًا للآداب بما فيها في ستر العورة، والحرص على عدم انكشافها.[٥]
تعريفٌ براوي الحديث
راوي الحديث الشريف وهو الصحابيّ الجليل عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد، من بني جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي، وكنيته أبو محمد، شهد عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- بيعة العقبة، وغزوة بدرٍ الكبرى، والمشاهد كلّها مع النبيّ عليه الصلاة والسلام، وهو الصحابي الذي سمع في منامه كلمات الأذان؛ فأمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بلال بن رباح -رضي الله عنه- بأن يُؤذّن بكلمات الأذان التي أُلقيت على عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- في منامه.[٦]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن زيد، الصفحة أو الرقم:6287، صحيح.
- ↑ "معنى استلقى"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح الدرر السنية، "شرح حديث وضع الرجل على الأخرى"، الدرر السنية الموسوعة الحديثية، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب إسلام ويب (30/7/2007)، "حكم الجلوس واضعا إحدى رجليه على الأخرى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
- ↑ سماحة الشيخ الامام ابن باز رحمه الله، "ضابط عورة الرجل"، موقع سماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.
- ↑ نداء الايمان، الغابة في معرفة الصحابة **/عبد الله بن زيد الأنصاري/i219&d117240&c&p1 "فصل:عبد الله بن زيد"، نداء الايمان، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2021. بتصرّف.