وادي العقيق

وادي العقيق من أشهر الأودية الموجودة في المدينة المنورة، الذي تتجمد مياهه في منطقةٍ تسمّى النقيع تبعد عن المدينة المنورة أكثر من مئة ميل إلى الجنوب ويسمّى ذلك الجزء منها بالعقيق الأقصى، ويصل وادي العقيق غرباً وصولاً إلى ذي الحليفة، وشرقاً وصولاً إلى وادي بطحان، والتقاء بوادي قناة إلى الشمال الشرقي.[١]


حديث عن وادي العقيق

نص الحديث

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَادِي العَقِيقِ يقولُ: أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِن رَبِّي، فَقالَ: صَلِّ في هذا الوَادِي المُبَارَكِ، وقُلْ: عُمْرَةً في حَجَّةٍ)،[٢] وورد في رواية أخرى أيضاً: (أتاني الليلةَ آتٍ من ربِّي وأنا بِالعَقِيقِ أنْ صَلِّ في هذا الوَادِي المُبارَكِ).[٣][٤]


شرح الحديث

بيان ما ورد في الحديث النبوي السابق تفصيلاً فيما يأتي:[٤]

  • روى عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- أنّه سمع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقول أنّه أتاه آتٍ وهو في طريقه مع الصحابة لأداء حجّة الوداع، ويُراد بذلك أنّه أتاه جبريل -عليه السلام- أو رأى رؤيا حقّ في منامه، يأمره بصلاة ركعتَين في وادي العقيق ويُخبره بأنّه وادٍ مباركٌ، وقد وُصف الوادي بأنّه مباركٌ لأنّ أهل المدينة المنورة كانوا يستبشرون به إن سال الماء منه ممّا يدلّ على غزارة الأمطار، فالعقيق هو ما شقّه السيل من الماء.
  • أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه أُمر أداء الحجّ والعُمرة معاً، ممّا يدلّ على مشروعيّة أداء الحجّ والعُمرة معاً.
  • تجدر الإشارة إلى أنّ الركعتَين اللتين أدّاهما النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ركعتا الإحرام بالحجّ والعمرة، إذ لا يجوز طلب البركة في تلك الأماكن بالوسائل غير المشروعة فذلك من الابتداع غير الجائز في الدِّين، فعلى سبيل المثال: لا يجوز التبرّك بالأحجار أو الأشجار أو الموجود في واي العقيق، كما لا يجوز الصلاة أو الدعاء أو الذِّكر فيه إن كانت النيّة في تلك العبادات لأجل المكان، وفي ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (مَن قصد بقعةً يرجو الخير بقصدها، ولم تستحب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات، وبعضه أشدّ من بعضٍ، سواءً كانت البقعة شجرة، أو عين ماءٍ، أو قناة جارية، أو جبلاً، أو مغارة، وسواء قصدها ليصلّي عندها، أو ليدعو عندها، أو ليقرأ عندها أو ليذكر الله -سبحانه- عندها، أو ليتنّسك عندها، بحيث يخصّ تلك البقعة بنوعٍ من العبادة التي لم يُشرع تخصيص تلك البقعة به لا عيناً ولا نوعاً)، كما لا يجوز للمسلم السفر قاصداً تلك الأماكن، إذ ثبت في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ الرِحال لا تشدّ إلّا إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فقد قال: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى).[٥][٦]

المراجع

  1. د. أحمد الخاني (4/1/2016)، "من معالم وأحياء المدينة المنورة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1534، صحيح.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1211، صحيح.
  4. ^ أ ب "شرح وادي العقيق"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1189، صحيح.
  6. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (26/1/2011)، "الأماكن المباركة، وهل تشرع زيارتها والتبرك بها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.