شرح حديث حلاوة الإيمان

نص الحديث

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ).[١][٢]


شرح الحديث

بيان وشرح الحديث النبوي سابق الذِّكر آتياً:[٣][٢]

  • أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ مَن يريد نيل انشراح الصدر وقوّة التحمّل واستشعار وجود الله -تعالى- والرضا بقضائه وقدره والافتقار واللجوء والتضرّع إليه، والتزام أوامره واجتناب نواهيه عليه تحقيق ثلاث خصالٍ في نفسه وقلبه وهي:
  • تقديم محبة الله ورسوله على محبة أي شيءٍ: ومن الأمور التي تحقّق في النفس محبّة الله: العلم بأسمائه وصفاته، والتفكّر في قدرته ومخلوقاته وما أنعم به على عباده، وكل تلك الأمور ممّا يقود إلى طاعته وعبادته وعدم ارتكاب ما نهى عنه، وذلك يقود إلى محبة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- التي يجب أن تقدّم على محبّة النَّفس والمال والأهل والزوجة والأب والأم والصديق والناس كلّهم.
  • محبّة ما يحبّه الله وبغض ما يبغضه: فعلى المسلم ألّا يسعى في علاقاته مع غيره لتحقيق الأهداف والأغراض الدنيوية، فيسعى في نفع أخيه المسلم وعدم التسبّب له بأيّ أذى، أخرج الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ).[٤]
  • محبة دِين الإسلام والسعي لنيل دخول الجنة: فالمسلم الذي رسخ الإيمان في قلبه ووجد حلاوته ثبت عليه وعزم على عدم الرجوع أو الحيد عنه وأحبّ الزيادة فيه وكَرِه مفارقته، وسعى في أداء العبادات والطاعات التي تُدخله الجنة.
  • وردت أقوال لبعض العلماء في بيان وشرح الحديث النبوي السابق، يُذكر منها:
  • قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: (هذا حديثٌ عظيمٌ، أصلٌ من أصول الإسلام، قال العلماء رحمهم الله: معنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات، وتحمّل المشقّات في رضا الله -عزّ وجلّ- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وإيثار ذلك على عرَض الدنيا، ومحبّة العبد ربّه -سبحانه وتعالى- بفعل طاعته، وترك مخالفته، وكذلك محبة الله -عزّ وجلّ- ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم-).
  • قال السندي -رحمه الله-: (حلاوة الإيمان؛ أي: انشراح الصدر به، ولذة القلب له تشبه لذة الشيء إلى حصول في الفم، وقيل: الحلاوة: الحسن، وبالجملة فللإيمان لذة في القلب تشبه الحلاوة الحسية، بل ربما يغلب عليها حتى يدفع بها أشدّ المرارات، وهذا ممّا يعلم به مَن شرح الله صدره للإسلام).



مواضيع أخرى:

شرح حديث من سرته حسنته

حديث يا مقلب القلوب


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:16، صحيح.
  2. ^ أ ب الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح (22/6/2015)، "حديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/9/2021. بتصرّف.
  3. "حديث حلاوة الإيمان"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2442، صحيح.