إنّ الحجامة من وسائل التداوي التي حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على القيام بها؛ لما بها من فائدةٍ للجسد وصحّته؛ فهي طريقةٌ لإخراج الدم الفاسد من سطح الجلد، بإحداث شقٍّ خفيفيٍ عليه،[١] وقد وردت أحاديث نبويَّةٌ عديدةٌ تشير إلى فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لها، وحثّه على التداوي بها، وأافضل وقتٍ لفعلها، وفيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ ممّا صحّ من هذه الأحاديث.
أحاديث النبيّ عن الحجامة
أحاديث في فضل الحجامة
وردت أحاديث عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- تحثّ على الاحتجام، وتذكر فضلها في التشافي، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:[٢]
- ما أخرجه البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنْ كانَ في شَيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ -أوْ: يَكونُ في شَيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ- خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ).[٣]
- ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أنسٍ بن مالكٍ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ أفْضَلَ ما تَداوَيْتُمْ به الحِجامَةُ).[٤]
- ما أخرجه الطبري في مسند ابن عباسٍ -رضي الله عنه- قوله: (دخل عُيينةُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَحتجِمُ بقرنٍ فقال ما هذا قال خيرُ ما تداوتْ به العربُ).[٥]
أحاديث في موضع الحجامة من الجسد
وردت أحاديث نبويَّةٌ تبيّن مواضع الحجامة من الجسد كما فعلها النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وفي ما يأتي ذكر ما صحّ منها:
- ما أخرجه الترمذي وغيره عن أنسٍ بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَحْتَجِمُ في الأَخْدَعَيْنِ والكاهِلِ)؛[٦] والأخدعان هما عرقان على جانبي رقبة الإنسان، وأما الكاهل؛ فهو الموضع بين كتفي الإنسان.[٧]
- أخرج البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: (احْتَجَمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَأْسِهِ وهو مُحْرِمٌ، مِن وجَعٍ كانَ به، بماءٍ يُقالُ له لُحْيُ جَمَلٍ).[٨]
أحاديث في وقت الحجامة
وردت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أحاديث في أنّه خصّ بالذكر أيَّامًا محدَّدةً من الشهر يستحبّ القيام بالحجامة فيها، وهي أيام سبعة عشر، وتسعة عشر، وواحدٍ وعشرين من الشهر الهجريّ؛ وذلك لما رواه عبد الله بن عباسٍ -رضي الله عنهما- من قوله: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَحتجِمُ لسَبْعَ عَشْرةَ، وتِسعَ عشْرةَ، وإحْدى وعِشرينَ).[٩]
أحاديث في أخذ الحجّام للمال على الحجامة
ورد ف حديثٍ شريفٍ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ما يدلّل على جواز أخذ الحجّام -وهو من يقوم بعمل الحجامة- لأجرةٍ مقابل عمله في الحجامة، وذلك فيما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّه سُئِلَ عن أجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه)؛[١٠] فقد أعطى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أبا طيبة الذي حجمه صاعين من طعام، وهو ما يُعادل تقريبًا: 2036 غرامًا في وقتنا الحالي.[١١]
مواضيع أُخرى:
المراجع
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 55. بتصرّف.
- ↑ ابن القيم، الطب النبوي، صفحة 41-42. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:5683، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1577، حديث صحيح.
- ↑ رواه ابن جرير الطبري، في مسند ابن عباس، عن إبراهيم النخعي، الصفحة أو الرقم:512، إسناده صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2051، حسن غريب.
- ↑ "شرح حديث: كان النبي يحتجم في الأخدعين"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5700، حديث صحيح.
- ↑ رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:8474، صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ومسلم.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5696، حديث صحيح.
- ↑ "شرح حديث: سُئل عن أجر الحجّام"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/8/2022. بتصرّف.