أحاديث عن أهمية الماء

الماء نعمةٌ عظيمةٌ من النِّعم التي لا تقوم الحياة إلا بها، كيف لا وقد قال الله -سبحانه-: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)،[١] وممّا يدلّ على أهمّية الماء إرشاد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عدم الإسراف فيه، ومن ذلك:

  • عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: ما هذا السَّرَفُ؟ فقالَ: أفي الوضوءِ إسرافٌ؟ قالَ: نعَم، وإن كنتَ علَى نهَرٍ جارٍ).[٢]
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَغْسِلُ، أوْ كانَ يَغْتَسِلُ، بالصَّاعِ إلى خَمْسَةِ أمْدَادٍ، ويَتَوَضَّأُ بالمُدِّ)،[٣] وهذا يدلّ على أهمية الاعتدال وأخذ ما يحتاجه المسلم من الماء دون إسراف.


أحاديث تتعلّق بطهارة الماء

هناك عدّة أحاديث نبوية تتحدّث عن نظافة وطهارة الماء وما يؤثّر فيه من النجاسات، ومنها ما يأتي:

  • الأصل في الماء الطهارة إذا لم تتغير أوصافه، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الماءَ طَهُورٌ لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ).[٤]
  • قال -صلى الله عليه وسلم- عن ماء البحر: (هوَ الطَّهورُ ماؤُهُ الحلُّ ميتتُهُ).[٥]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ).[٦]
  • عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (سئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم عن الماءِ، وما ينوبُه من الدَّوابِّ والسباعِ؟ فقال: إذا كان الماءُ قلَّتينِ لم يحملِ الخبثَ)،[٧] فالماء الكثير جداً لا يتأثّر بالقليل من النجاسة، لأنّها تذوب وتزول ولا تُغيّر في أوصاف الماء كلونه وريحه وطعمه.


أحاديث عن آداب شرب الماء

من الأحاديث النبوية الشريفة عن آداب شرب الماء ما يأتي:

  • السنة أن يشرب الإنسان الماء وهو جلس، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ زَجَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا)،[٨] أمّا عند الحاجة فلا حرج في شربه واقفاً، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (سَقَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن زَمْزَمَ فَشَرِبَ قَائِمًا، وَاسْتَسْقَى وَهو عِنْدَ البَيْتِ).[٩]
  • حمد الله بعد الشرب، فعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أكَلَ أو شربَ قالَ: الحمدُ للَّهِ الَّذي أطعمَ وسَقى، وسوَّغَهُ وجعلَ لَه مخرجًا).[١٠]
  • عدم النفخ أو التنفس في الماء، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نهى عن النَّفخِ في الشَّراب، فقال رجلٌ: القَذاةُ أَراها في الإناء؟ فقال: أَهْرِقْها، فقال: فإني لا أَرْوَى من نَفَسٍ واحدٍ؟ قال: فأَبِنِ القَدَحَ إذًا عنْ فِيكَ).[١١]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا شَرِبَ أحَدُكُمْ فلا يَتَنَفَّسْ في الإنَاءِ...).[١٢]


أحاديث عن فضل صدقة الماء

يعدّ سقي الماء من أفضل الصدقات، ومن الأحاديث التي تدلّ على ذلك ما يأتي:

  • عن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- قال: (يا رسولَ اللهِ، إنَّ أمي ماتت، أفأتصدقُ عنها؟ قال: نعم. قلتُ: فأيُّ الصدقةِ أفضلُ؟ قال: سقْيُ الماءِ).[١٣]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ، مَرَّتْ بكَلْبٍ علَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ، قالَ: كَادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فأوْثَقَتْهُ بخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ له مِنَ المَاءِ، فَغُفِرَ لَهَا بذلكَ).[١٤]


أحاديث عن تبريد الحُمى بالماء

أرشد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- المُصاب بالحُمّى أن يبرّد نفسه بالماء، وممّا يدل على ذلك:

  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فأبْرُدُوها بالماءِ).[١٥]
  • جاء في الحديث: (أنَّ أسْمَاءَ بنْتَ أبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا كَانَتْ إذَا أُتِيَتْ بالمَرْأَةِ قدْ حُمَّتْ تَدْعُو لَهَا، أخَذَتِ المَاءَ، فَصَبَّتْهُ بيْنَهَا وبيْنَ جَيْبِهَا، قَالَتْ: وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَأْمُرُنَا أنْ نَبْرُدَهَا بالمَاءِ).[١٦]


حديث عن خروج الذنوب مع الماء في الوضوء

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ).[١٧]

المراجع

  1. سورة الأنبياء، آية:30
  2. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:89، حسنه الألباني.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:201، صحيح.
  4. رواه الإمام أحمد، في بلوغ المرام، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:10، صحيح.
  5. رواه البخاري، في تهذيب التهذيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4/42، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:239، صحيح.
  7. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:52، صححه الألباني.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2024، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2027، صحيح.
  10. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:3851، صححه الألباني.
  11. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1887، حسن صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:153، صحيح.
  13. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن سعد بن عبادة، الصفحة أو الرقم:3666، حسنه الألباني.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3321، صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5725، صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:5724، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:244، صحيح.