جبريل -عليه السلام- مَلَكٌ من الملائكة ميّزه الله -سبحانه- عن غيرهم بحَمل الوحي وكلام الله -عزّ وجلّ- والشرائع والأحكام وتبليغها للرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وقد خلقه الله خلقاً عظيماً ومنحه إمكاناتٍ هائلةٍ لتمكّنه من أداء مَهماته ووظائفه بصورةٍ صحيحةٍ.[١]
حديث جبريل
نص حديث جبريل
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ فَقالَ: ما الإيمَانُ؟ قالَ: الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ. قالَ: ما الإسْلَامُ؟ قالَ: الإسْلَامُ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، ولَا تُشْرِكَ به شيئًا، وتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وتَصُومَ رَمَضَانَ. قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ، قالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: ما المَسْئُولُ عَنْهَا بأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وسَأُخْبِرُكَ عن أشْرَاطِهَا: إذَا ولَدَتِ الأمَةُ رَبَّهَا، وإذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإبِلِ البُهْمُ في البُنْيَانِ، في خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إلَّا اللَّهُ ثُمَّ تَلَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {إنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] الآيَةَ، ثُمَّ أدْبَرَ فَقالَ: رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شيئًا، فَقالَ: هذا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ).[٢][٣]
شرح حديث جبريل
دلّ حديث جبريل سابق الذكر على العديد من الأمور فيما يأتي بيانها:[٣]
- بيان أصول وأساسات وقواعد الدِّين ومَهماته الأساسية، والمتمثّلة بأركان الإسلام والإيمان والإحسان.
- الإيمان بالله -تعالى- يتضمّن الإقرار والتصديق التام بوجوده، وأنّه موصوفٌ بأوصاف الكمال كلّها ومنزّهٌ عن أي نقصٍ، مع توحيده وعدم الإشراك به شيئاً، وأنّه يفعل ما يريد، ويحكم كيفما يشاء، ولذلك يستحقّ العبادة وحده.
- الإيمان بالملائكة بالتصديق بهم جميعاً، والإيمان تفصيلاً بما ثبت باسمه؛ كجبريل -عليه السلام-.
- التصديق والإقرار بأنّ كلّ الكُتب المُنزلة على الأنبياء والرسل هي كلام الله؛ كالقرآن والتوراة وغيرهما، والإيمان بأنّ القرآن الكريم خاتمها وآخرها والمهيمن عليها، وأنّه محفوظٌ من التحريف والتبديل.
- الإقرار والتيقّن من الوقوف أمام الله -عزّ وجلّ- للحساب على أعمال الحياة الدنيا.
- الإيمان بكلّ الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأنّهم أخبروا العباد بكلّ ما أُوحي إليهم من الله بصدقٍ، وأنّه -تعالى- أيّدهم بالمعجزات الدالّة على صدق نبوّتهم، وأنّ محمداً آخرهم وخاتمهم ويجب على كلّ العالمين الإيمان برسالته وتصديقه، واحترام كلّ الأنبياء والرسل وعدم التفريق بينهم.
- الإقرار يقيناً بأنّ الله -تعالى- سيبعث كلّ العباد ويُحيي مَن في القبور.
- بيان أركان الإسلام وأصوله المتمثّلة بعبادة الله وحده بخضوعٍ وذلٍّ وفقرٍ، وإقامة الصلاة بالمحافظة على أداء الصلوات الخمس كلّ يومٍ وليلةٍ في أوقاتها المحدّدة بالصورة الصحيحة الواردة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وأداء الزكاة، وصيام شهر رمضان تعبّداً لله -سبحانه-، والحجّ إلى بيته الحرام مرةً في العُمر.
- بيان حقيقة الإحسان المتمثّلة باستشعار وجود الله ومراقبته للعباد في كلّ أفعالهم وأقوالهم، وذلك يستلزم حفظ البواطن والظواهر عمّا يغضب الله.
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ عبدالستار المرسومي (25/5/2015)، "جبريل عليه السلام .. الملك القائد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:50، صحيح.
- ^ أ ب "شرح حديث جبريل"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 12/9/2021. بتصرّف.