الملائكة هم: عباد الله المُكرمون، والسفرة بينه -سبحانه- وبين رُسله وأنبيائه -عليهم السلام-، لا يعصونه أبداً، وقد خلقهم بصورةٍ عظيمةٍ، قال -عزّ وجلّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).[١][٢]


أحاديث عن عظم خلق الملائكة

أبدع الله -تعالى- في خَلْق الملائكة وخصّها ببعض الصفات والمميزات، ومن الأحاديث النبوية الواردة في ذلك:

  • (خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ).[٣]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه-: (أنَّ أُسَيْدَ بنَ حُضَيْرٍ بيْنَما هو لَيْلَةً يَقْرَأُ في مِرْبَدِهِ، إذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، قالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إلَيْهَا، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، قالَ: فَغَدَوْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بيْنَما أَنَا البَارِحَةَ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ في مِرْبَدِي، إذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَقَرَأْتُ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اقْرَأِ ابْنَ حُضَيْرٍ قالَ: فَانْصَرَفْتُ، وَكانَ يَحْيَى قَرِيبًا منها، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: تِلكَ المَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهمْ)،[٤] ويُراد بالسرج: القناديل، أمّا المربد فهو: الجزء اليابس من التمرة.[٢]
  • قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في وصف حملة العرش من الملائكة: (أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ : إنَّ ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ).[٥]


أحاديث عن عظم خلق المَلَك جبريل

ورد تخصيص وصف خَلْق الله لجبريل -عليه السلام- في بعض الأحاديث النبوية، وهي:

  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال في وصف جبريل -عليه السلام-: (إنَّما هو جِبْرِيلُ، لَمْ أرَهُ علَى صُورَتِهِ الَّتي خُلِقَ عليها غيرَ هاتَيْنِ المَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّماءِ سادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ ما بيْنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ).[٦]
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه: (عَنْ عبدِ اللهِ، قالَ: {لقَدْ رَأَى مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبْرَى} [النجم: 18]، قالَ: رَأَى جِبْرِيلَ في صُورَتِهِ له سِتُّمِئَةِ جَناحٍ).[٧]
  • أخرج الإمام مسلم عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- في وصف جبريل -عليه السلام-: (بيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عليْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عليه أثَرُ السَّفَرِ، ولا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ... ثمّ قال الرسول: إنَّه جِبْرِيلُ أتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ).[٨]

المراجع

  1. سورة التحريم، آية:6
  2. ^ أ ب الشيخ عادل يوسف العزازي (24/12/2015)، "مم خلق الملائكة، ومتى خلقوا؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2996، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:796، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:4727، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:177، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:174، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.