جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام بعد أن اصطفاه الله -سبحانه وتعالى- ليكون خاتم الأنبياء والرُسُل، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)،[١] ويعد الصدق من الأخلاق الكريمة التي تخلّق بها العرب في زمن الجاهلية، وقد جاء الإسلام، فأقرّه وحثّ عليه، وذلك من خلال عدد من الآيات الكريمة، ومجموعة من الأحاديث النبوية، مما صح عن رسول الله، وخلال هذا المقال سوف نستعرض مجموعة من الأحاديث التي تناولت موضوع الصدق، مع توضيح مبسط لكل منها.


أحاديث نبوية عن الصدق

فيما يلي عدد من الأحاديث الصحيح عن رسول الله والتي تتناول موضوع الصدق:


حديث إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ

(إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا.)[٢]


في هذا الحديث يبين لنا رسول الله مدى عِظم خُلق الصدق، حيث إن الصدق يقود إلى البِرَّ، ويقصد بالبرّ هنا مجمل الخيرات، أي أن الصدق يقود صاحبه إلى الخيرات في الدنيا والآخرة، والبر يقود إلى الجنة، وهنا نستخلص أن المسلم؛ إذ اتصف بالصدق، فإن عاقبته الجنة والله أعلم، وفي الشطر الثاني من الحديث يبين صلى الله عليه وسلم نقيض الصدق وما يقود له من فجور ومعصية تقود إلى النار والعياذ بالله.[٣]


حديث دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبُكَ

(دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبُكَ، فإنَّ الصِّدقَ طُمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ)[٤]


يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المسلمين بترك كل ما فيه ريبة، أي ما فيه شك ووسواس، وذلك مما فيه من ذهاب للطمأنينة، واختيار كل أمر واضح ولا شك فيه، ثم يوضح صلى الله عليه وسلم أن الصدق في طمأنينة للمسلم لكونه لا ريبةَ فيه ولكونه واضحاً يريح النفس، وإن الكذب ريبة، أي كله شك ووسواس وعدم طمأنينة.[٥]


حديث أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا

(أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، صدْقُ الحديثِ، وحفْظُ الأمانةِ، وحُسْنُ الخُلقِ، وعفَّةُ مَطْعَمٍ)[٦]


يوضح الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أربعًا من مكارم الأخلاق التي إذا اتصف فيها المسلم في دنياه، تغنيه عمّا سواها، أي أن خير هذه الصفات التي يتحصل عليه المسلم في الدنيا والآخرة تغنيه عن الدنيا، وتكون له ثواباً في الآخرة يفوز بها بالجنة إن شاء الله، وقد ذكر الصدق في الحديث أول الصفات، وذلك لعِظم هذا الخُلق، ولما له من أثر كبير على المجتمع، وكذلك ذكرت صفات أخرى لا تقل أهمية عن الصدق، ألا وهي حفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفّة الطعام.[٧]


المراجع

  1. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:45، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6094، صحيح.
  3. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2023. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2518، صحيح.
  5. "شوح الاحاديث"، درر سنية. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن عباس، الصفحة أو الرقم:873، صحيح.
  7. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2023.