أحاديث عن إثبات الحسد

أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ الحسد والعين حق، وتُصيب المرء إذا قدّر الله -تعالى- ذلك، لذا أرشد النبيّ الكريم إلى التحرّز والوقاية من الحسد، وهذا لا يُنافي التوكّل على الله -تعالى- بل هو من الأخذ بالأسباب، ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تُثبت وجود الحسد والعين ما يأتي:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا).[١]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (سيُصيبُ أُمَّتي داءُ الأُممِ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، وما داءُ الأُمَمِ؟ قالَ: الأَشَرُ، والبَطَرُ، والتَّكاثُرُ، والتَّناجُشُ في الدُّنْيا، والتَّباغُضُ، والتَّحاسُدُ، حتَّى يكونَ البَغْيُ).[٢]
  • عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف -رضي الله عنه- قال: (مرَّ عامرُ بنُ ربيعةَ بسَهلِ بنِ حنيفٍ وَهوَ يغتسلُ، فقالَ: لم أرَ كاليومِ ولا جِلدَ مُخبَّأةٍ، فما لبثَ أن لُبِطَ بِهِ، فأتيَ بِهِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقيلَ لَهُ: أدرِك سَهلًا صريعًا، قالَ: من تتَّهمونَ بِهِ؟ قالوا: عامرَ بنَ ربيعةَ، قالَ: علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ؟ إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ، ثمَّ دعا بماءٍ، فأمرَ عامرًا أن يتوضَّأَ فيغسلَ وجْهَهُ ويديْهِ إلى المرفقينِ ورُكبتيْهِ وداخلةَ إزارِهِ، وأمرَهُ أن يصبَّ عليْهِ).[٣]


أحاديث تذم الحسد وتنهى عنه

من الأحاديث النبوية الشريفة التي ينهى فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحسد ما يأتي:

  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ).[٤]
  • قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى سهل بن حنيف مصروعاً بسبب الحسد: (... علامَ يقتلُ أحدُكم أخاهُ؟ إذا رأى أحدُكم من أخيهِ ما يعجبُهُ فليدعُ لَهُ بالبرَكةِ...).[٣]


أحاديث عن كيفية الوقاية من الحسد

أرشد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أمّته إلى الوقاية والتحرّز من الحسد، فأوصاهم بالرّقية، والتعوذ بالله من الحسد، والدعاء للنّاس ولأصحاب النِّعمة بالبركة، ومن الأحاديث النبوية الدالة على ذلك ما يأتي:

  • عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ).[٥]
  • عن أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- قالت: (يا رسولَ اللهِ، إنَّ ولَدَ جَعْفرَ تُسرِعُ إليهم العينُ، أفأسترقي لهم؟ فقال: نعم؛ فإنَّه لو كان شَيءٌ سابَقَ القَدَرَ لسَبَقَتْه العينُ).[٦]
  • عن أم سلمة -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى في بَيْتِها جارِيَةً في وَجْهِها سَفْعَةٌ، فقالَ: اسْتَرْقُوا لَها؛ فإنَّ بها النَّظْرَةَ).[٧]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (استَعِيذوا باللهِ تَعالَى مِن العَيْنِ؛ فإنَّ العينَ حَقٌّ).[٨]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رأى أحدُكم من نفسِه أو مالِه أو من أخيِه ما يُعجبُه فلْيدعُ له بالبركةِ، فإنَّ العينَ حقٌّ).[٩]


أدعية في السنّة للوقاية من الحسد

من الأدعية النبوية المأثورة التي تُقال للوقاية والتحصين أو العلاج من الحسد ما يأتي:

  • (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة).[١٠]
  • (باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ).[١١]
  • (باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ).[١٢]
  • (بسمِ اللهِ الَّذي لا يَضُرُّ مع اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وهو السَّميعُ، ثلاثَ مرَّاتٍ).[١٣]
  • (أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العليمِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ من همزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ).[١٤]
  • (أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التامَّاتِ من غضبِهِ وعقابِهِ وشرِّ عبادِهِ ومن هَمَزاتِ الشياطينِ وأن يَحْضُرون).[١٥]
  • (اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفو والعافيةَ في الدُّنيا والآخِرةِ، اللَّهمَّ إنِّي أسألك العَفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنيايَ وأهلي ومالي، اللَّهمَّ استُرْ عَوراتي وآمِنْ رَوْعاتي، واحفَظْني مِن بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلْفي، وعن يَميني وعن شِمالي، ومِن فَوْقي، وأعوذُ بعَظَمَتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تَحْتي).[١٦]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2188، صحيح.
  2. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7517، صحيح الإسناد.
  3. ^ أ ب رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، الصفحة أو الرقم:2844، صححه الألباني.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6065، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2195، صحيح.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أسماء بنت عميس، الصفحة أو الرقم:2059، حسن صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7181، صحيح.
  8. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم:7704، صحيح على شرط الشيخين.
  9. رواه النسائي، في السنن الكبرى، عن عامر بن ربيعة، الصفحة أو الرقم:10872، صححه الألباني.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3371، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2186 ، صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2185، صحيح.
  13. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:1919، صحيح الإسناد.
  14. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:775، صححه الألباني.
  15. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:3528، حسن غريب.
  16. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3135، صححه الألباني.