أنواع الحديث الضعيف من حيث سبب الضعف

يعدّ الحديث الضعيف قسماً من أقسام الحديث المردود؛ بسبب عدم اجتماع شروط الحديث الحسن فيه،[١] وأنواع الحديث الضعيف كثيرةٌ جداً، وعدّ بعض أهل العلم له 60 نوعاً،[٢] وسنذكر في هذا المقال أبرز أنواع الحديث الضعيف، وهي عموماً تندرج تحت قسمين بحسب سبب ضعف الحديث، ونذكرهما فيما يأتي:[٣]

  • ما يرجع سبب الضعف فيه إلى السّند (عدم الاتّصال): ويندرج تحت هذا القسم كلٌّ من الحديث المرسل، والمنقطع، والمعضل، والمعلّق، والمدلّس.
  • ما يرجع سبب الضعف فيه إلى الجرح القادح بالراوي: ويندرج تحت هذا القسم كلٌّ من الحديث الشاذ، والمنكر، والمضطرب، والموضوع، والمقلوب، والمصحّف، والمعلّل، والمجهول، والمُدرج، والليِّن.


الحديث الضعيف من حيث السند (عدم الاتّصال)

كما أشرنا سابقاً يندرج تحت هذا القسم العديد من أنواع الحديث الضعيف، ونذكر أبرزها فيما يأتي:[٤]

هو الحديث الذي سقط من سنده راوٍ من طبقات الصحابة، أو هو ما أضافه التابعي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعدّه المحدثون ضعيفاً بسبب وجود الاحتمالات، حيث يُحتمل أن يكون الراوي الذي سقط صحابياً ويُحتمل أن يكون تابعياً، ومعلومٌ أنّ الأصل في الرواية الحيطة والشِّدّة، لِذا لما نجمت الاحتمالات قالوا بضعفه.


  • الحديث المنقطع

هو الحديث الذي سقط من أثناء سنده راوٍ، بحيث لا يكون السقط في آخر السند ولا في أوّله.


  • الحديث المعضل

هو الحديث الذي سقط من أثناء سنده أكثر من راوٍ بشرط التوالي.


  • الحديث المعلّق

هو الحديث الذي سقط من أوّل السّند فيه راوٍ.


  • الحديث المُدلّس

هو أن يروي الراوي عن قومٍ لم يسمع منهم، أو يروي عن المجروحين والمجهولين، وله عدّة أنواعٍ ومراتب.[٥]


الحديث الضعيف من حيث الجرح بالراوي

هناك عدّة أنواعٍ من الحديث الضعيف التي تندرج تحت هذا القسم، بحيث يكون سبب ضعفه متعلِّقاً بصفات الراوي المجروح، ونذكر أبرزها فيما يأتي:[٦]

  • الحديث الشّاذ

هو مخالفة الراوي لغيره من الرواة الثّقات.


  • الحديث المنكر

هو الحديث الذي لا يعرف متنه غير مَن رواه، فيكون المتن مجهولاً عند بقيّة الرواة.


  • الحديث المضطرب

هو الحديث الذي رواه عدّة رواة عن شيخٍ واحد، ولكن اختلفوا في رواية متنه أو إسناده، دون وجود مرجِّحٍ بين وجوه الاختلاف فيه.


  • الحديث المقلوب

هو تغيير مَن عُرِف بروايةٍ معيّنة بغيره إمّا سهواً أو عمداً.[٧]


  • الحديث المصحَّف

هو أن يقوم الراوي بتغيير كلمةٍ متعارف عليها إلى غيرها.[٧]


  • الحديث المعلّل

هو الحديث الذي وُجِد فيه عِلّة قادحة في صحّته، مع أنّ الظاهر السلامة منها.[٨]


  • الحديث المجهول

هو الحديث الذي يكون في سنده راوٍ غير معروفٍ أصلاً، أو ادّعى معرفته مَن لا يتعمد عليه.[٨]


  • الحديث المدرج

هو إضافة الراوي مِن نفسه لكلامٍ لم يقله النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الحديث، حتّى يوضّح معنى معيّن أو لغير ذلك، فظنّ النّاس أنّ هذه الإضافة من الحديث ذاته.[٩]


  • الحديث الليِّن

هو الحديث الذي وُجِد في سنده راوٍ ليِّن الحفظ، مثل: الراوي الموصوف بكثرة الخطأ والأوهام، أو الراوي الموصوف بسوء الحفظ أو الغفلة، مع أنّه صادقٌ في الجملة.[١٠]


  • الحديث الموضوع

الحديث الموضوع هو الحديث المنسوب إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كذباً وافتراءً، ولا يجوز العمل به بحالٍ من الأحوال، ولا يُعدّ من أنواع الحديث أصلاً، وإنّما ذكره أهل العلم من أنواع الضعيف من باب التقسيم المعرفي فقط، ويُطلِق عليه المحدّثون الحكم بقولهم: موضوع، كذب، باطل، لا أصل له، لا يصح، ونحوها من الألفاظ.[١١]


أنواع الحديث الضعيف من حيث درجة ضعفه

قسّم أهل العلم الحديث الضعيف من حيث شدّة ضعفه إلى قِسمين، ونذكرهما فيما يأتي:[١٢]

  • الحديث الضعيف ضعفاً شديداً

وهو الحديث الذي يختلّ في شرط السلامة من الشذوذ، أو يختلّ فيه شرط العدالة، وهذا الحديث ضعيف جداً ولا ينجبر بغيره.


  • الحديث الضعيف ضعفاً يسيراً

وهو الحديث الذي يختلّ فيه ضبط الراوي أو شرط الاتّصال، فإن وُجِد طريقٌ آخر أو أكثر يجبره ويعضده؛ فحينها يرتقي من مرتبة الضَّعف إلى مرتبة الحسن لغيره.

المراجع

  1. محمد عبد الغفار، شرح البيقونية، صفحة 1، جزء 5. بتصرّف.
  2. حسن أبو الأشبال الزهيري، شرح كتاب الباعث الحثيث، صفحة 5، جزء 5. بتصرّف.
  3. "تعريف الحديث الضعيف وأقسامه، والفرق بينه وبين الموضوع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2023. بتصرّف.
  4. محمد عبد الغفار، كتاب التدليس في الحديث للدميني، صفحة 2-13، جزء 3. بتصرّف.
  5. الحسين الرجراجي، رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، صفحة 235، جزء 5. بتصرّف.
  6. فضل الرحمن صافي، الزبد في مصطلح الحديث، صفحة 34-37. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد محب الدين أبو زيد، منهج الخطيب البغدادي في نقد الحديث، صفحة 379-389. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سراج الدين القزويني، مشيخة القزويني، صفحة 112. بتصرّف.
  9. أسامة سليمان، شرح البيقونية، صفحة 4، جزء 4. بتصرّف.
  10. عبد الله الجديع، تحرير علوم الحديث، صفحة 1001، جزء 2. بتصرّف.
  11. عبد الله الشقاري، الآثار السيئة للوضع في الحديث، صفحة 116. بتصرّف.
  12. هشام المحجوبي وعبدالكريم صكاري، "الحديث الضعيف"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2023. بتصرّف.