المقصود بتخريج الحديث
يقصد بتخريج الحديث: نَقَل الحديث والدلالة عليه وعلى موضوعه في مصادره الأصلية التي أخرجته بأسانيده، مع بيان درجة صحته، ومعنى مصادره الأصلية: هي الكتب التي تُروى بالأسانيد من المؤلف إلى النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كصحيح البخاري ومسلم وغيرها من كتب الحديث، قال الإمام السخاوي في فتح المغيث: "والتخريج: إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء، والمشيخات، والكتب، ونحوها. وسياقها من مرويات نفسه، أو بعض شيوخهن أو أقرانه، أو نحو ذلك. والكلام عليها، وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب، والدواوين، مع بيان البدل والموافقة ونحوهما".[١]
طرق تخريج الحديث
اعتنى علماء الحديث بتخريج الأحاديث الشريفة عنايةً بالغةً، وكانت لهم طرقٌ في الدلالة على الحديث في مصادره، ثم الحكم عليه صحةً وضعفاً، وبيان تلك الطرق فيما يلي:[٢]
الطريقة الأولى
تخريج الحديث عن طريق معرفة اسم الصحابي الراوي: وفي هذه الطريقة يُبحث عن الحديث، من خلال اسم الصحابي الذي روى الحديث عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذا كان مذكورا فيه، ويُستعان هنا بثلاثة أنواع ٍمن المصنفات:[٢]
- كتب المسانيد: وأشهرها مسند الإمام أحمد بن حنبل، وهو أكثر المسانيد التي يعتمد عليها طلبة العلم والباحثين والنقاد، ومسند أبي داود الطيالسي، ومسند الحميدي، ومسند ابن أبي شيبة.
- كتب المعاجم: ومثالها، معجم الطبراني الكبير،لأبي القاسم الطبراني.
- كتب الأطراف، مثل تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي.
الطريقة الثانية
تخريج الحديث عن طريق معرفة أول لفظ من متن الحديث، وفي هذه الطريقة لا بد من معرفة أول الحديث، ونبحث عن الحديث هنا من خلال ثلاثة أنواع من المصنفات، هي الآتية:[٢]
- مصنفات الأحاديث المشتهرة على الألسنة، كاللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة لابن حجر.
- المصنفات التي رُتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، مثل الجامع الصغير من حديث البشير النذير للسيوطي.
- مصنفات المفاتيح والفهارس المخصصة لكتب معينة، مثل مفتاح الصحيحين للتوقادي.
الطريقة الثالثة
تخريج الحديث عن طريق معرفة كلمة يقل دورانها على الألسنة، من أي جزءٍ من متن الحديث، وفي هذه الطريقة نرجع إلى كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي: وهو كتاب يرتب جميع ألفاظ الأحاديث النبوية الواردة في كتب الحديث التسعة، والتي تعد أشهر مصادر الحديث النبوي، وهي: الكتب الستة -البخاري ومسلم وسنن أبي داوود وجامع الترمذي وسنن النسائي وابن ماجة- إضافةً إلى موطأ مالك ومسند أحمد ومسند الدرامي.[٢]
الطريقة الرابعة
تخريج الحديث عن طريق معرفة موضوع الحديث، وتستخدم هذه الطريقة عند من لديه قدرةٌ ومَلَكَةٌ، تمكِّنه من استنباط موضوع الحديث، ويُخَّرج الحديث هنا بالرجوع إلى المصنفات المرتبة على الأبواب والموضوعات، وتقسم إلى:[٢]
- مصنفات شملت جميع موضوعات وأبواب الدين، أشهرها: الجوامع، والمستخرجات، والمستدركات على الجوامع، والمجاميع، والزوائد، وكتاب مفتاح كنوز السنة.
- مصنفات التي شملت أكثر موضوعات وأبواب الدين، أشهرها: السنن، والمصنفات، والموطأت، والمستخرجات على السنن.
- مصنفات خاصة بباب معين من أبواب الدين، أشهرها: الأجزاء، والترغيب والترهيب، والزهد والفضائل والآداب والأخلاق، والأحكام، وكتب التخريج، والشروح الحديثة والتعليقات عليها.
الطريقة الخامسة
تخريج الحديث بالنظر في حال الحديث متناً وسنداً، أي: معرفة أحوال الحديث وصفاته التي تكون في متنه أو سنده، ثم البحث عن تخريج ذلك الحديث بصفته وحاله في المصنفات التي جمعت الأحاديث المشتملة على هذه الصفة في المتن أو السند.[٢]
أشهر كتب تخريج الحديث
صُنفت كتبٌ كثيرةٌ ومتعددةٌ في تخريج الحديث، فقد اعتنى المحدثون عنايةً فائقةً بحديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، حفظاً لسنته -عليه الصَّلاة والسَّلام- من الكذب والوضع، ومن أشهر هذه المصنفات:[٣]
- نصب الراية لأحاديث الهداية، للإمام الحافظ جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الحنفي.
- المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، للحافظ الكبير الإمام عبد الرحيم بن الحسين العراقي شيخ الحافظ ابن حجر.
- التخليص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، للإمام الحافظ ابن حجر.