شرع الإسلام العديد من سُبل الوقاية من الأمراض، منها المتعلّق بالأسباب المادية؛ كضرورة المحافظة على النظافة والطهارة، إذ إنّ الإسلام جعل الطهارة شرطاً لصحّة الصلاة، ومنها المتعلّق بالأسباب الاعتقادية التعبديّة؛ منها: ضرورة الإيمان بالقضاء والقدر والاعتقاد يقيناً بعدم وقوع شيءٍ إلّا بإذن الله -سبحانه-، والتقرّب منه وسؤاله -عزّ وجلّ- العفو والعافية، والمداومة على الاستغفار والتوبة، وأداء الحقوق إلى أصحابها، والتحصين بالعبادة والأذكار.[١]


أحاديث عن الوقاية من الأمراض

تعدّدت سُبل الوقاية من الأمراض في الشريعة الإسلامية، فمنها: المحافظة على النظافة والطهارة، والحَجْر في البيوت وعدم الاختلاط بالناس، وأمر الإسلام أيضاً بضرورة التداوي وتلقّي العلاج المناسب والأخذ بالأسباب، وقد وردت عدّة أحاديث نبويةٍ في ذلك فيما يأتي ذكرها:[١]


أحاديث عن النظافة والطهارة

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تدلّ على أهمية النظافة والطهارة فيما يأتي ذكر بعضٍ منها:

  • (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).[٢]
  • (حَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ يَوْمًا يَغْسِلُ فيه رَأْسَهُ وجَسَدَهُ).[٣]
  • (إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ).[٤]
  • (عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ، والسِّواكُ، واسْتِنْشاقُ الماءِ، وقَصُّ الأظْفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبِطِ، وحَلْقُ العانَةِ، وانْتِقاصُ الماءِ).[٥]
  • (إِذَا تَوَضَّأَ أحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ في أنْفِهِ، ثُمَّ لِيَنْثُرْ، ومَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وإذَا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أنْ يُدْخِلَهَا في وَضُوئِهِ؛ فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي أيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ).[٦]
  • (الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ).[٧]


أحاديث عن الحجر الصحي

وردت بعض الأحاديث النبوية التي تدلّ على أنّ الحَجْر الصحي في البيوت إحدى سُبل الوقاية من الأمراض، فيما يأتي ذكر بعض تلك الأحاديث:

  • أخرج الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ).[٨]
  • (الطَّاعُونُ آيَةُ الرِّجْزِ، ابْتَلَى اللَّهُ عزَّ وجلَّ به ناسًا مِن عِبادِهِ، فإذا سَمِعْتُمْ به، فلا تَدْخُلُوا عليه، وإذا وقَعَ بأَرْضٍ وأَنْتُمْ بها، فلا تَفِرُّوا منه).[٩]
  • (فِرَّ من المجذومِ فِرارَك من الأسدِ).[١٠]



مواضيع أخرى:

حديث عن النظافة

شرح حديث يكفيك صاع


المراجع

  1. ^ أ ب الباحث الدكتور فادي الربابعة (13/7/2020)، "سبل الوقاية والعلاج من الأوبئة"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 19/9/2021. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:896، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:244، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:261، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:162، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:223، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5734، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:2218، صحيح.
  10. رواه الإمام أحمد، في الباعث الحثيث، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2/48، صحيح.