أحاديث عن التوكل على الله

التوكّل على الله -سبحانه- هو جوهر العبودية والإيمان، وقد اعتنت السنة النبوية الشريفة بموضوع التوكّل، وبيّنت فضله العظيم وأهميّته، ومن الأحاديث النبوية الشريفة عن التوكل ما يأتي:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنَّكُم تتوَكَّلونَ على اللهِ حقَّ توَكُّلِه لرزقَكم كما يرزقُ الطَّيرَ تغدو خِماصًا وتروحُ بطانًا).[١]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتي سَبْعُونَ ألْفًا بغيرِ حِسابٍ، قالوا: مَن هُمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ، ولا يَتَطَيَّرُونَ، ولا يَكْتَوُونَ، وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).[٢]
  • قال -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ).[٣]


أدعية التوكل على الله في الأحاديث

هناك العديد من الأدعية المأثورة عن الاستعانة بالله -تعالى- والتوكّل عليه، ونذكر أبرزها فيما يأتي:

  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح: (يا فُلانُ إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولا مَنْجا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ، فإنَّكَ إنْ مُتَّ في لَيْلَتِكَ مُتَّ علَى الفِطْرَةِ، وإنْ أصْبَحْتَ أصَبْتَ أجْرًا).[٤]
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- كانَ يقولُ: اللَّهُمَّ لكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ -لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ- أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ).[٥]
  • عن أم سلمة -رضي الله عنها-: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرجَ من بيتهِ قال: بسمِ اللهِ، توكلتُ على اللهِ، اللهم إنا نعوذُ بكَ من أن نزِلّ أو نضِلَّ، أو نظلِمَ أو نُظلمَ، أو نجهل أو يُجهلَ علينا).[٦]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما كَرَبَني أَمرٌ إلَّا تَمثَّلَ لي جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقالَ: يا مُحمَّدُ، قُلْ: تَوكَّلتُ على الحيِّ الَّذي لا يموتُ، والحمدُ للهِ الَّذي لمْ يَتَّخذْ ولدًا، ولمْ يكنْ له شريكٌ في المُلكِ، ولمْ يكنْ له وليٌّ مِنَ الذُّلِّ، وكَبِّرْه تكبيرًا).[٧]
  • قال -صلى الله عليه وسلم-: (من قالَ يَعني إذا خرجَ من بيتِهِ: بِسمِ اللَّهِ، توَكَّلتُ على اللَّهِ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، يقالُ لَهُ: كُفيتَ، ووُقيتَ، وتنحَّى عنهُ الشَّيطانُ).[٨]
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (كانَ إذا رَكعَ قالَ: اللَّهمَّ لَك رَكعتُ، وبِك آمنتُ، ولَك أسلمتُ، وعليكَ توَكلتُ، أنتَ ربِّي، خشعَ سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي للَّهِ ربِّ العالمينَ).[٩]


أحاديث عن قصص توكّل الرسول على الله

قضى النبيّ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حياته متوكِّلاً على الله -تعالى- في كلِّ شأنٍ من شؤون حياته، وظلّ نتيجة ذلك في معيّة الله -تعالى- وبين لطائفه، ومن المواقف التي يظهر فيها توكّل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على الله -تعالى- في الأحاديث النبوية ما يأتي:

  • ثبت عن أبي بكر -رضي الله عنه- أنّه قال للنبيّ الكريم في قصّة هجرتهم من مكة إلى المدينة، وتربّص الأعداء بهم: (قُلتُ للنَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)؟![١٠]
  • عن جابر -رضي الله عنه- قال: (غَزَوْنَا مع رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ، فأدْرَكَنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- في وَادٍ كَثِيرِ العِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَعَلَّقَ سَيْفَهُ بِغُصْنٍ مِن أَغْصَانِهَا، قالَ: وَتَفَرَّقَ النَّاسُ في الوَادِي يَسْتَظِلُّونَ بالشَّجَرِ قالَ: فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ رَجُلًا أَتَانِي وَأَنَا نَائِمٌ، فأخَذَ السَّيْفَ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهو قَائِمٌ علَى رَأْسِي، فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا وَالسَّيْفُ صَلْتًا في يَدِهِ، فَقالَ لِي: مَن يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قالَ قُلتُ: اللَّهُ، ثُمَّ قالَ في الثَّانِيَةِ: مَن يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قالَ قُلتُ: اللَّهُ، قالَ: فَشَامَ السَّيْفَ فَهَا هو ذَا جَالِسٌ، ثُمَّ لَمْ يَعْرِضْ له رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ).[١١]

المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:2344، صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:218، صحيح.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2516، صححه الألباني.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:7488، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2717، صحيح.
  6. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3427، حسن صحيح.
  7. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1900، صحيح الإسناد.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3426، صححه الألباني.
  9. رواه النسائي، في سنن النسائي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1050، صححه الألباني.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم:3653، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:843، صحيح.