أحاديث نبوية شريفة عن الصداقة
حثّ الإسلام على الصداقة الصالحة المتمثّلة بوجود القيم النّبيلة والأخلاق الكريمة والإعانة على الطاعة والتناصح في سبيل الله بين الأصدقاء، ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تدلّ على ذلك ما يأتي:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، والْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وإمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً).[١]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا).[٢] قال الرّاوي: (وشَبَّكَ أصَابِعَهُ).[٢]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تصاحبْ إلَّا مؤمنًا، ولا يأكلْ طعامَك إلَّا تقيٌّ).[٣]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (من وَليَ منكم عملًا فأراد اللهُ به خيرًا؛ جعل له وزيرًا صالحًا؛ إن نسِيَ ذكَّره وإن ذكر أعانَه).[٤]
أحاديث عن المحبة في الله بين الأصدقاء وفضائلها
إنّ الصداقة القائمة على المحبّة في الله -تعالى- من أعظم العلاقات في الإسلام، كيف لا وقد قال الله -سبحانه-: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ* يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)،[٥] ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدّث عن فضل الصداقة المبنية على المحبّة في الله -تعالى- ما يأتي:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ).[٦]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).[٧]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ للهِ عِبادًا لَيْسوا بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغْبِطُهم الشُّهداءُ والنَّبيُّونَ يومَ القيامةِ بِقُرْبِهِمْ ومَجلِسِهم منْه، فجَثا أعرابيٌّ على رُكْبتَيْه، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ليْسوا بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يَغْبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ؛ لقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ تَعالَى ومَجلِسِهم منهُ، صِفْهُم لنَا وجَلِّهِمْ لَنا. قالَ: قومٌ مِن أفناءِ النَّاسِ، مِن نُزَّاعِ القبائلِ، تَصافَوْا في اللهِ، وتَحابُّوا فيهِ، يضَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهم يومَ القيامةِ مَنابِرَ مِن نُورٍ، يَخافُ النَّاسَ ولا يَخافونَ، هُم أولياءُ اللهِ عزَّ وجلَّ الَّذين لا خَوفٌ عليْهم، ولا هُم يَحزَنونَ).[٨]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربّه: (وجَبَتْ مَحَبَّتي للمُتحابِّينَ فِيَّ، والمُتَجالِسينَ فِيَّ، والمُتباذِلينَ فِيَّ، والمُتَزاوِرينَ فِيَّ).[٩]
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: المتحابُّونَ في جلالي لَهُم مَنابرُ مِن نورٍ يغبطُهُمُ النَّبيُّونَ والشُّهداءُ).[١٠]
أحاديث عمّا يعين على الصداقة الصالحة
من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدّث عمّا يُعين على الصحبة الصالحة ما يأتي:
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).[١١]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ الأصحابِ عندَ اللهِ خيرُهُم لصاحِبِه، وخيرُ الجيرانِ عندَ اللهِ خيرُهُم لجارِه).[١٢]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).[١٣]
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا، فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ).[١٤]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2628، صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:481، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2395، صححه الألباني.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4204، صححه الألباني.
- ↑ سورة الزخرف، آية:67-68
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2567، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1423، صحيح.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:7524، صحيح الإسناد.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:7520، صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:2390، حسن صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13، صحيح.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2525، صحيح الإسناد.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:54، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6952، صحيح.