أحاديث عن حب الله ورسوله

جعل الله -تعالى- محبّته ومحبة نبيّه الكريم مقدّمة على ما سواهما، وأنّ هذا التقديم يجلب للمسلم الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، ومن الأحاديث التي بيّنت ذلك:


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن ولَدِهِ ووالِدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).[١]


  • ما صحّ عن عبد الله بن هشام -رضي الله عنه- أنّه قال: (كُنَّا مع النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: الآنَ يا عُمَرُ).[٢]


  • ما صحّ عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: ومَاذَا أعْدَدْتَ لَهَا. قَالَ: لا شيءَ، إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله، فَقَالَ: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ. قَالَ أنَسٌ: فَما فَرِحْنَا بشيءٍ، فَرَحَنَا بقَوْلِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أنْتَ مع مَن أحْبَبْتَ...).[٣]


أحاديث عن محبة الله تعالى لعباده

ذكرت العديد من الأحاديث النبويّة عن فضل تحصيل محبّة الله -تعالى-، وعن بعض الأعمال والأقوال التي تقرب العبد من الله -سبحانه- حتى يحبّه، ويرفع درجته، ويُكرمه، وينادي على أهل السماء ليحبّوه، ثم يكتب له القبول والمحبة في الأرض؛ ومن الأحاديث الدّالة على ذلك:


  • قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عزّ وجلّ- في الحديث القدسيّ: (حَقَّتْ مَحَبَّتي للمُتَحابِّينَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتي للمُتَزاوِرينَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتي للمُتَباذِلينَ فيَّ، وحَقَّتْ مَحَبَّتي للمُتَناصِحينَ فيَّ...).[٤]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم -فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-: (... وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ...).[٥]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).[٦]


  • ما صحّ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).[٧]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أحبَّ اللَّهُ عَبدًا حماهُ الدُّنيا كَما يظلُّ أحدُكُم يَحمي سَقيمَهُ الماءَ).[٨]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ).[٩]


أحاديث عن الحب في الله

جعل الله -تعالى- مكانة رفيعة للمتحابين فيه، المجتمعين في سبيله، المتصلين بصلته دون أن يكون بينهم أنساباً وصلات؛ وقد أعدّ بهم بذلك أجراً كبيراً وجزاءً جزيلاً؛ بيّنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث، منها:


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي؟ اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّي).[١٠]


  • ما صحّ عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أحَبَّ قَوْمًا ولَمْ يَلْحَقْ بهِمْ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: المَرْءُ مع مَن أحَبَّ).[١١]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أفضَلُ الأعمالِ الحُبُّ في اللهِ، والبُغْضُ في اللهِ).[١٢]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عزّ وجلّ-: (... والمُتَحابُّونَ فيَّ على مَنابِرَ مِن نورٍ يَغبِطُهم بمَكانِهم النَّبِيُّونَ والصِّدِّيقونَ والشُّهَداءُ).[٤]



  • قوله صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ).[١٤]


حب الزوجة

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- القدوة الحسنة للأمة جمعاء في إعلان حبّه لزوجاته، وإظهاره للأحبّ منهم بين أصحابه؛ حاثّاً بذلك على التودد للزوجة، وإظهار محبتها، وحفظ مكانتها في غيبتها، ومن هذه الأحاديث:


  • ما صحّ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (... كانَ المُسْلِمُونَ قدْ عَلِمُوا حُبَّ رَسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَائِشَةَ، فَإِذَا كَانَتْ عِنْدَ أحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيدُ أنْ يُهْدِيَهَا إلى رَسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أخَّرَهَا، حتَّى إذَا كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في بَيْتِ عَائِشَةَ، بَعَثَ صَاحِبُ الهَدِيَّةِ بهَا إلى رَسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في بَيْتِ عَائِشَةَ...).[١٥]


  • ما صحّ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (ما غِرْتُ علَى نِسَاءِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إلَّا علَى خَدِيجَةَ وإنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا. قالَتْ: وَكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ قالَتْ: فأغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلتُ: خَدِيجَةَ، فَقالَ: رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا).[١٦]


  • ما صحّ عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنّه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا...).[١٧]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ -أَوْ قالَ: غَيْرَهُ-).[١٨]


أحاديث أخرى عن الحب

ورد أحاديث أخرى في السنة النبويّة تتحدث عن الحبّ والمحبة والمتحابين؛ نذكر بعضاً منها على النحو الآتي:

  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لم يُرَ للمُتحابِّينَ مِثْلُ النِّكاحِ).[١٩]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (... اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ فعلَ الخيراتِ، وتركَ المنكراتِ، وحُبَّ المساكينِ، وأن تغفِرَ لي وترحمَني، وإذا أردتَ فتنةً في قومٍ فتوفَّني غيرَ مفتونٍ، وأسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّكَ...).[٢٠]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم- لمكة المكرمة: (ما أَطْيَبَكِ مِن بَلَدٍ وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أنَّ قَوْمي أَخرَجوني مِنكِ ما سَكَنْتُ غَيْرَكِ).[٢١]


  • قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).[٢٢]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:44، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن هشام، الصفحة أو الرقم:6632، صحيح.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3688، صحيح.
  4. ^ أ ب رواه الضياء المقدسي، في الأحاديث المختارة، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:312، أورده في المختارة وقال هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3209، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7375، صحيح.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن قتادة بن النعمان، الصفحة أو الرقم:2036، صححه الألباني.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2396، حسنه الألباني.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2566، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6169، صحيح.
  12. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:4599، سكت عنه فهو صالح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1423، صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2567، صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2581، أورده في صحيحه وعلق عليه.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2435، صحيح.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:3662، صحيح.
  18. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1469، صحيح.
  19. رواه أبو يعلى، في المسند، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2747، صححه الألباني.
  20. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:3235، صححه الألباني.
  21. رواه الضياء المقدسي، في الأحاديث المختارة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:210، أورده في المختارة وقال هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:54، صحيح.