الحديث القدسيّ هو: الحديث الذي يرويه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن الله -عزّ وجلّ-، أي أنّ الرسول ينقل كلام الله، ويصرّح به بلفظٍ يدلّ على أنّه كلام الله، ويرد على عدّة صَيغٍ، الأولى: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال الله -تعالى-، الثانية: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه -عزّ وجلّ-، وغيرهما من الصِيغ، وتسمّى الأحاديث القدسية أيضاً بالأحاديث الإلهية أو الأحاديث الربانيّة، وسُميّت قدسيةً إكراماً وإجلالاً لها لأنها منزهةً مطهّرةً، فالتقديس يعني: التطهير والتبريك.[١]
الحديث القدسي يا ابن آدم
نص الحديث ومدى صحته
حديث ابن آدم ليس بحديثٍ نبويٍ وإنّما هو من الإسرائيليات،[٢] أي أنّه من الأخبار المنقولة عن اليهود، وينصّ على: (يا ابن آدم، خلقتك لعبادتي؛ فلا تلعب، وقسمت لك رزقك؛ فلا تتعب، وفي أكثر منه فلا تطمع، فإن رضيتَ بما قسمتُ لك أرحتُ نفسك، وكنتَ عندي محموداً، وإن لم ترضَ بما قسمت لك، فوعزتي وجلالي لأسلطنَّ عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثمّ لا يكون لك فيها إلّا ما قسمتُ لك، وكنت عندي مذموماً).[٣]
الحكم على الحديث
ذُكر سابقاً أنّ حديث ابن آدم من الإسرائيليات التي يتعلّق الحكم عليها بعدّة مسائل بيانها آتياً:[٤]
- لا يُحكم عليها بالصدق أو الكذب، استناداً لما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ أهْلُ الكِتَابِ يَقْرَؤُونَ التَّوْرَاةَ بالعِبْرَانِيَّةِ، ويُفَسِّرُونَهَا بالعَرَبِيَّةِ لأهْلِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ وقُولوا: {آمَنَّا باللَّهِ وما أُنْزِلَ} [البقرة: 136] الآيَةَ)،[٥] وفسّر ابن بطّال الحديث قائلاً: (يعني: فيما ادّعوا من الكتاب ومن أخبارهم، ممّا يمكن أن يكون صدقاً أو كذباً، لإخبار الله -تعالى- عنهم أنّهم بدّلوا الكتاب ليشتروا به ثمناً قليلاً، ومَن كذب على الله فهو أحرى بالكذب في سائر حديثه)، وفسّره أيضاً ابن حجر قائلاً: (ولا تكذّبوهم إذا كان ما يخبروكم به محتملاً، لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذّبوه، أو كذباً فتصدّقوه فتَقَعوا في الحرج).
- يجوز التحديث بتلك الإسرائيليات للنصح والوعظ والإرشاد مع التنويه إلى عدم صحّتها وثبوتها، استدلالاً بما ثبت في صحيح البخاريّ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ)،[٦] وفسّر الإمام المناوي الحديث قائلاً: (ولا حرج ولا ضيق عليكم في التحديث به إلّا أن يعلم أنّه كذب، أو: ولا حرج أن لا تحدثوا، وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبرٍ آخرٍ؛ لأنّ المأذون فيه التحدّث بقَصصهم، والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها).
شرح الحديث
يطمئن الله -عزّ وجلّ- عباده بعدم الخوف على رزقهم، والرضا بما قدّره الله -تعالى- من الأرزاق لأنّها محفوظةٌ مقسومةٌ، مع الحرص على الأخذ بالأسباب والسعي لنيل الرزق.[٧]
المراجع
- ↑ حسن أيوب، الحديث في علوم القرآن والحديث، صفحة 175. بتصرّف.
- ↑ "أحاديث منتشرة لا تصح"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
- ↑ "تعريف ومعنى إسرائيليات في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
- ↑ "الإسرائيليات.. معناها.. وحكم التحديث بها"، إسلام ويب، 30/10/2013، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7542، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3461، صحيح.
- ↑ "الرزق على الله في حديث قدسي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : قال الله عز وجل : يا ابن آدم"، طريق الإسلام، 2017/4/16، اطّلع عليه بتاريخ 24/8/2021. بتصرّف.