حديث عن السفر

لا يخفى أنّ السفر يتخلّله كثيرٌ من المتاعب والصعوبات، فضلاً عمّا فيه من مفارقةٍ للأهل والأوطان، وقد أشار النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه المعاني ووجّه أصحاب الأسفار في ذلك توجيهاً لطيفاً، فقد ثبت في الحديث الصحيح: (السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ، يَمْنَعُ أحَدَكُمْ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ ونَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ، فَلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِهِ).[١]


أحاديث عن أدعية السفر

الدعاء المأثور عند السفر

  • عن ابن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْلِ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[٢]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سافرَ فركبَ راحلتهُ قال بإصبعهِ ومدَّ شعبةَ إصبعهُ قال: اللهم أنتَ الصاحبُ في السفرِ، والخليفةُ في الأهلِ، اللهم اصحبنَا بنُصحكَ واقلبْنا بذمّة، اللهم ازْوِ لنا الأرضَ وهوِّنْ علينا السفرَ، اللهم إني أعوذُ بكَ من وَعْثاءِ السفرِ وَكآبةِ المُنقلبِ).[٣]
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ إذَا كانَ في سَفَرٍ وَأَسْحَرَ، يقولُ: سَمِعَ سَامِعٌ بحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ بَلَائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذًا باللَّهِ مِنَ النَّارِ).[٤]


دعاء الرجوع من السفر

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا رجع من السفر يكبّر ثلاثً مرات، ثم دعا بدعاء السفر السابق: (سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى ...)، إلى آخر الدعاء، ولكن يزيد فيه: (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[٥]


أحاديث عن أحكام متعلّقة بالسفر

نذكر فيما يأتي بعض الأحاديث النبوية المتعلّقة بالأحكام في السفر:

  • عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَرَأَى زِحَامًا ورَجُلًا قدْ ظُلِّلَ عليه، فَقالَ: ما هذا؟ فَقالوا: صَائِمٌ، فَقالَ: ليسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ في السَّفَرِ).[٦]
  • عن حمزة بن عمرو الأسلمي -رضي الله عنه- قال: (يا رَسولَ اللهِ، أَجِدُ بي قُوَّةً علَى الصِّيَامِ في السَّفَرِ، فَهلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: هي رُخْصَةٌ مِنَ اللهِ، فمَن أَخَذَ بهَا، فَحَسَنٌ وَمَن أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فلا جُنَاحَ عليه).[٧]
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أخَّرَ الظُّهْرَ إلى وقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بيْنَهُمَا، وإذَا زَاغَتْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ).[٨]
  • عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ إذَا جَدَّ به السَّيْرُ).[٩]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1804، صحيح.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1342، صحيح.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3438، حسن غريب.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2718، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:1342، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:1946، صحيح .
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حمزة بن عمرو الأسلمي، الصفحة أو الرقم:1121، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1111، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1106 ، صحيح.