أحاديث عن حسن الظن بالله
بيّن بعض أهل العلم المقصود بحسن الظنّ بالله -تعالى- على أنّه: حسن الرجاء له -سبحانه-، والتأمل برحمته وعفوه وغفرانه، وإظهار الافتقار له، والإذعان، وحسن التوكلّ عليه؛[١] فالله -تعالى- "لا يضيّع عمل عامل، ولا يُخيّب أمل آمل"، ولا ثقة واثق به، متوكل عليه، ومن الأحاديث التي تحدّثت عن حسن الظنّ بالله -تعالى- ما يأتي:
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي...).[٢]
- قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عزّ وجل- في الحديث القدسيّ: (أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظُنَّ بي ما شاء).[٣]
- ما صحّ عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، قَبْلَ مَوْتِهِ بثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).[٤]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ...).[٥]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يخرُجُ رجُلانِ مِن النَّارِ فيُعرَضانِ على اللهِ، ثمَّ يُؤمَرُ بهما إلى النَّارِ، فيلتفتُ أحدُهما فيقولُ: يا ربِّ ما كان هذا رجائي قال: وما كان رجاؤُك؟ قال: كان رجائي إذ أخرَجْتَني منها ألَّا تُعيدَني؛ فيرحَمُه اللهُ فيُدخِلُه الجنَّةَ).[٦]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى: يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً).[٧]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نزلَت بهِ فاقةٌ -حاجة شديدة- فأنزلَها بالنَّاسِ لم تُسَدَّ فاقتُهُ، ومَن نزلَت بهِ فاقةٌ فأنزلَها باللَّهِ فيوشِكُ اللَّهُ لَه برزقٍ عاجلٍ أو آجلٍ).[٨]
- ما جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على شاب وهو في النزع الأخير من الموت؛ فقال له -صلوات الله عليه-: (كيفَ تجدُكَ؟ قالَ: واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أرجو اللَّهَ، وإنِّي أخافُ ذنوبي، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-: لا يجتَمِعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطِنِ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَهُ ممَّا يخافُ).[٩]
- ما ثبت في الصحيح عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-، أنّ والده أمره بسداد دينه، ثم قال له يوصيه: (... يا بُنَيِّ إنْ عَجَزْتَ عنْه في شَيءٍ، فَاسْتَعِنْ عليه مَوْلَايَ، قالَ: فَوَاللَّهِ ما دَرَيْتُ ما أَرَادَ حتَّى قُلتُ: يا أَبَةِ مَن مَوْلَاكَ؟ قالَ: اللَّهُ، قالَ: فَوَاللَّهِ ما وقَعْتُ في كُرْبَةٍ مِن دَيْنِهِ، إلَّا قُلتُ: يا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عنْه دَيْنَهُ، فَيَقْضِيهِ...).[١٠]
أحاديث عن التفاؤل والاستبشار
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- الرحمة المهداة، والقدوة الحسنة للأمة جمعاء في تفاؤله، واستبشاره بالخير، وإحسانه للغير بالكلمة الطيبة، وطلاقة الوجه، وقد ورد عنه -صلوات الله عليه- عدّة أحاديث تدعو إلى التفاؤل ونبذ التشاؤم، ومن ذلك:
- ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى الأشعريّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- إذَا بَعَثَ أَحَدًا مِن أَصْحَابِهِ في بَعْضِ أَمْرِهِ، قالَ: بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا).[١١]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُنِي الفَأْلُ الصَّالِحُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ).[١٢]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهو أهْلَكُهُمْ).[١٣]
- قوله -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ وإن من المعروفِ أن تَلْقَى أخاك بوجهٍ طَلْقٍ...).[١٤]
- ما صحّ عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يتفاءَلُ ولا يتطيرُ، وكان يُحِبُّ الاسمَ الحسنَ).[١٥]
- ما ثبت في الصحيح عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ رَجُلًا، قالَ: واللَّهِ يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي لَأَتَأَخَّرُ عن صَلَاةِ الغَدَاةِ مِن أَجْلِ فُلَانٍ ممَّا يُطِيلُ بنَا، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا منه يَومَئذٍ، ثُمَّ قالَ: إنَّ مِنكُم مُنَفِّرِينَ، فأيُّكُمْ ما صَلَّى بالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ، فإنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ والكَبِيرَ وذَا الحَاجَةِ).[١٦]
المراجع
- ↑ النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 210، جزء 17. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7405، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن واثلة بن الأسقع الليثي، الصفحة أو الرقم:634، أخرجه في صحيحه وصححه الألباني.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2877، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3479، حسنه الألباني .
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:632، أخرجه في صحيحه وقال أبو نعيم صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3540، صححه الألباني.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2326، صححه الألباني.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:983 ، حسن غريب وقال الألباني حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:3129، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1732، صحيح متفق عليه.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5756، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2623، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1970، حسن وقال الألباني صحيح.
- ↑ رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:11294، صححه الألباني.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:702، صحيح.