يُطلق مصطلح (أهل الحديث) على مَن اختّص بعلم الحديث النبويّ أو على مَن يتلقّاه ويتتلمذ على يد علمائه وإن لم يُنهي دراسته،[١] فالاشتغال بعلم الحديث عبادةٌ وطاعةٌ لله -تعالى- يتقرّب بها المسلم منه، ولذلك فإنّ الجدير بكلّ مسلمٍ الاعتناء بالحديث النبوي حفظاً وفهماً وتعلّماً وتعليماً كلٌّ على قدر استطاعته وقدرته، نيلاً للفضل العظيم والثواب الجزيل المترتّب على ذلك.[٢]
لقب أهل الحديث
أُطلقت عدّة ألقابٍ على أهل الحديث وهي ألقابٌ علميّةٌ تُذكر في كتب أهل العلم بيانها وبيان دلالاتها آتياً:[٣]
- المحدّث: وهو العامل على الحديث ولا يُشترط في حفظ الأحاديث النبوية، كأمثال: أحمد شاكر، والألباني، وشعيب الأرناؤوط، ومحمود الطحّان، وغيرهم.
- الحافظ: ويُطلق هذا اللقب على مَن يحفظ مئة ألف حديثٍ، وقيل إنّه يُطلق أيضاً على العامل بعلم الحديث من العلماء المتقدّمين؛ كالنوويّ، وابن حجر، والذهبيّ، وابن كثير، وابن القيّم، وابن رجب، والسيوطي، والمنذري.
- الحُجّة: يُطلق هذا اللقب على مَن يحفظ ثلاثمئة ألف حديثٍ.
- الحاكم: يُطلق على العالم بالسنّة النبوية كلّها ولم يفوّت شيئاً منها وإن فات عليه فاليسير فقط.
- أمير المؤمنين في الحديث: وهي مرتبةٌ عظيمةٌ لم يبلغها إلّا القليل من أهل الحديث؛ منهم: البخاري، وابن حجر، وأحمد بن حنبل، وسفيان الثوري، وإسحاق بن راهويه، وشُعبة بن الحجّاج، والدارقطني.
فضل أهل الحديث
ينال أهل الحديث أعظم الفضائل والأجور لِعلمهم وعملهم بالسنة النبوية وحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن الفضائل المترتبة على الاشتغال بالحديث النبوي:[٢]
- محبّة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: فالعمل في حديثه والسعي في تحصيله والاجتهاد في علومه أهم وأعظم علامةٍ تدلّ على محبّته -عليه الصلاة والسلام-، كما أنّ المرء يُحشر يوم القيامة مع مَن أحبّ، كما ثبت في الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: وَما أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ؟ قالَ: حُبَّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قالَ: فإنَّكَ مع مَن أَحْبَبْتَ. قالَ أَنَسٌ: فَما فَرِحْنَا، بَعْدَ الإسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ مِن قَوْلِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فإنَّكَ مع مَن أَحْبَبْتَ. قالَ أَنَسٌ: فأنَا أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فأرْجُو أَنْ أَكُونَ معهُمْ، وإنْ لَمْ أَعْمَلْ بأَعْمَالِهِمْ).[٤]
- امتثال أوامر الرسول -عليه السلام-: إذ إنّه أمر المسلمين وحثّهم على تبليغ دعوته ولو القليل منها، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)،[٥] بالإضافة إلى أنّ أهل الحديث نالوا فضل حماية وصيانة السنة النبوية من الضياع، وحفظها من التحريف أو التبديل، وذلك شرفٌ عظيمٌ، قال -عليه السلام-: (يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ).[٦]
مواضيع أخرى:
من لقب بأمير المؤمنين في الحديث؟
المراجع
- ↑ عثمان جمعة ضميرية، مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية، صفحة 155. بتصرّف.
- ^ أ ب "شرف الحديث والمحدثين"، إسلام ويب، 26/7/2003، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
- ↑ محمود داود دسوقي خطابي (29/10/2017)، "ألقاب أهل الحديث ومراتبهم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2639، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3461، صحيح.
- ↑ رواه الإمام أحمد، في تاريخ دمشق، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري، الصفحة أو الرقم:7/39، صحيح.