كم عدد مصنفات الحديث؟

كَثُر التصنيف في الحديث الشريف، حتى أنَّه لَمْ يَتسنَّى لأهل العِلم الوقوف على عدد مُحدد لمصنفات الحديث، فقد تَنَوَعت واختلفت أنماط التصنيف حَيث جاء كل نوع يَخدم طلاب العلم من جانب معين، فجاء بعضها يُرَتب الأحاديث حسب موضوعها، فوُضِعَت أحاديث الموضوع الواحد تحت عُنوان عام يَجمعها، ومنها ما اختصَّ بِجَمع أحاديث كُلّ صحابي تحت عُنوان واحد يُوضع باسمه، وغير ذلك من أنواع التصانيف التي لم يُحصيها أحد من أهل العلم.[١]


أنواع مصنفات الحديث

تَفنن العُلماء والمُحدِّثون في مصنفات الحديث، ونَذكر فيما يلي أشهر أنواعها:

الكُتب المُصنفة على الأَبواب

تُعنى هذه الطريقة بِجمع الأحاديث التي تَدور حَول موضوع واحد، وتُوضع تحت عنوان عام يَجمع بينها، مثل " كتاب الصلاة"، ثُمَّ تُوزع الأحاديث على أَبواب، حيث يَضُم كُلّ باب حديثاً أو مجموعة من الأحاديث، تَدور حَولَ قضية جُزئية، ويُوضَع لها عنوان يَدُل على موضوعها، مثل " باب مفتاح الصلاة الطّهور"، وللتصنيف على الأبواب عِدّة طرق، نذكر منها:[٢][٣]

  • الجوامع: جمع "الجامع" وهو كتاب الحديث المُرتب على الأَبواب، الذي يَضم فيه مَرويات في جميع مَسائل الدّين وأبوابه، من العقائد والعِبادات والمُعاملات والسير والمناقب والرقائق والفتن وأخبار يوم القيامة، مثل الجامع الصحيح للإمام البخاري.
  • السُّنن: وهي كُتُب الحديث المُرتبة على أبواب الفِقه وأحاديث الأَحكام، حتّى أنَّها أصبحت مَرجِعاً للفُقهاء في استنباط الأحكام الشرعية، مثل سُنن أبي داود وسُنن ابن ماجه.
  • المصنفات: وهي الكُتب الحديثية المُرتبة على الأبواب الفقهية، إلا أنَّها تَضم الأحاديث المَوقوفة والمَقطوعة إلى جانب الأحاديث المَرفوعة، مثل مُصنف أبي بكر بن أبي شيبة.
  • المُسْتدركات: مُفردها المُسْتَدرك وهو كُلّ كِتاب جَمَع فيه المُؤلف المرويات التي استدركها على كتاب آخر مما فاته على شَرطه، مِثل المُستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله الحاكم.
  • المُسْتَخرجات: جمع المُسْتَخرَج وهو كُلّ كتاب خَرَّج فيه مُؤلفه أحاديث كتاب لغيره من المُؤلِفين، بأسانيد لَه من طرق غير طرق المُؤلِف الأول، مثل المُسْتَخرج على الصحيحين للأصفهاني.


الكُتُب المُرتبة على أسماء الصحابة

وهي الكُتُب التي اختصّت بجمع الأحاديث التي يرويها كُلّ صحابي في موضع خاص يَحمل اسم راويها، وهي على نوعين:[٤]

  • المَسانيد: وهي الكُتُب التي اعتنت بجمع أحاديث كُلّ صحابي على حِدة، بِصرف النظر عن موضوع الرِّواية، مثل مُسند الإمام أحمد بن حنبل.
  • الأَطراف: وهي الكُتب التي يقتصر مُؤلفها على ذِكر طرف الحديث الدّال عليه، ثُمَّ ذِكر أسانيده في المراجع التي ترويه بإسنادها، فالبعض يَذكر الإسناد كاملاً، والبعض الآخر يقتصِر على جُزء مِنه، مثل كتاب تُحفة الأَشراف بمعرفة الأَطراف للإمام أبي الحجاج المزي، ويُعرَف طرف الحديث بأنَّه الجُزء الدّال على الحديث، أو العبارة الدّالة عليه، مثل حديث الأعمال بالنيَّات.


المَعاجِم

وهي الكُتُب التي تَكون فيها الأحاديث على ترتيب الشيوخ، ويَغلب فيها اتِّباع الترتيب على حروف الهجاء، مثل المَعاجم الثلاثة للحافظ أبي القاسم الطبراني: المُعجم الصغير والمُعجم الكبير والمُعجم المتوسط.[٥]


الكُتُب المُرتبة على أوائل الأحاديث

وهي الكُتُب المُرتبة على حُروف المُعْجَم، وتتميز عن غيرِها بسهولة المراجعة، إلا أنَّها تَلزم معرفة الكلمة الأولى من الحديث، ولهذه المصنفات طريقتان:[٦]

  • كتُب في الأحاديث المُشتَهرة على الألسنة: أيّ الأحاديث التي تَداولَها النَّاس واشتهرت بينهم، مثل كِتاب المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة للإمام شمس الدين السخاوي.
  • كُتُب مَجامع: وهي كُتب تختصّ بِجَمع الأحاديث من كُتُب حديثية مُتعددة، وهي مُرتبة على طريقتين، فالطريقة الأولى: هي التصنيف على الأبواب، مثل كِتاب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للمحدِّث علي بن حسام الهندي، والطريقة الثانية: هي ترتيب الأحاديث حسب أوَّل كلمة فيها على حروف المعجم، مثل كِتاب الجَامع الكَبير للحافظ جلال الدين السيوطي.


مصنفات الزوائد

وهي الكُتُب التي تهتم بِجمع الأحاديث الزائدة في بعض كُتب الحديث على كُتب أُخرى، دُون الأحاديث المُشتركة بين المَجموعتين، مثل كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر العسقلاني.[٧]


كُتب التخريج

وهي كُتب وُجدَت لتخريج أحاديث كتاب مُحدد، مثل كتاب تخريج أحاديث تفسير الكشاف للحافظ جمال الدين الزيلعي الحنفي.[٨]


الأَجزاء

جَمِع جُزء وهو كُلّ كتاب صغير جمع أحاديث راوي واحد من الرُّواة، أو جمع كُلّ ما يتعلَّق بموضوع واحد، مثل جُزء رَفعْ اليدين في الصَّلاة للإمام البخاري.[٩]


المَشْيَخات

جمع مَشْيَخَة وهو الكِتاب الذي يَجمع فيه المُحدِّث أسماء شيوخه وما تَلَقاه عنهم من أحاديث، مع ذِكر إسناده لمؤلفي تلك الكُتُب، مثل كتاب الإيراد لنبذة المستفاد من الرواية والإسناد.[١٠]


العِلَل

وهي الكُتب المُخْتَصّة بجمع الأحاديث المُعلَّة مع تَوضيع عِللها، مثل كتاب العِلَل لابن أبي حاتم.[١١]


المراجع

  1. "أهم المصنفات الحديثية"، إسلام سؤال وجواب، 1-12-2019، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2021. بتصرّف.
  2. نور الدين عتر، كتاب منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 197-200. بتصرّف.
  3. محمود الطحان، كتاب تيسير مصطلح الحديث، صفحة 208-210. بتصرّف.
  4. نور الدين عتر، كتاب منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 200-202. بتصرّف.
  5. نور الدين عتر، كتاب منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 203. بتصرّف.
  6. نور الدين عتر، كتاب منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 203-206. بتصرّف.
  7. نور الدين عتر، كتاب منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 206-207. بتصرّف.
  8. "كتب التخريج"، إسلام ويب، 1-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2021. بتصرّف.
  9. محمود الطحان، كتاب تيسير مصطلح الحديث، صفحة 209. بتصرّف.
  10. نور الدين عتر، كتاب منهج النقد في علوم الحديث، صفحة 209-210. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الحديث، صفحة 99. بتصرّف.