الإمام البخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاريّ، يكنّى بأبي عبد الله، الإمام الحافظ، إمام أهل الحديث، نُسب بالبخاري نسبةً إلى مدينة بُخارى التي وُلد فيها وهي إحدى مدن أوزبكستان، نشأ يتيماً فتكفّلت أمّه برعايته والعناية بها فكان لها دوراً عظيماً في علمه واجتهاده، فسافر معها إلى مكّة المكرّمة حينما بلغ السادسة عشر من عُمره لأداء الحجّ ومكث فيها ست سنواتٍ فكانت بداية طريقه في جمع الحديث، ثمّ أخذ بالتنقّل بين عدّة بلدان طلباً للحديث، منها: بغداد والكوفة ودمشق ومصر وخراسان وغيرها، وقد منّ الله -تعالى- عليه بحفظ الحديث النبوي، حتى قيل إنّه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث يقرأها تتابعاً، وأتمّ أيضاً قراءة الكتب المشهورة في زمانه وعُمره ست عشرة سنةً.[١]
كم عدد الأحاديث في صحيح البخاري؟
تعدّدت الروايات التي تذكر عدد الأحاديث التي أوردها الإمام البخاري في صحيحه، بيان بعضٍ منها آتياً:
- رواية البخاري: قال إنّه أورد في صحيحه ستمئة ألف حديثٍ صنّفها في ست عشرة سنةً.[٢]
- ابن الصلاح وابن كثير والنووي والمناوي: قال العلّامة أبو عمرو بن الصلاح أنّ الأحاديث الواردة في صحيح البخاري قد بلغت سبعة آلافٍ ومئتين وخمسةٍ وسبعين حديثاً دون حذف المكرّر منها، وأربعة آلافٍ بعد حذف المكرّر.[٣][٤]
- ابن حجر: قال -رحمه الله- إنّ أحاديث صحيح البخاري قد بلغت ألفين وستمئةٍ واثنين دون الأحاديث المكرّرة، أمّا عددها مع المكرّر فبلغ تسعة آلافٍ واثنين وثمانين حديثاً.[٣]
- محمد فؤاد عبد الباقي: بلغت أحاديث صحيح البخاري في النسخة التي حقّقها محمد فؤاد سبعة آلافٍ وخمسمئةٍ وثلاثٍ وستين حديثاً.[٣]
نبذةٌ عن صحيح البخاري
يعدّ صحيح الإمام البخاري من أصحّ وأوثق الكتب بعد القرآن الكريم؛ لِما يتمتّع به من الخصائص والميزات التي انفرد بها ومنحته تلك المكانة وآتياً بيان بعضٍ منها:[٥]
- اسمه: صحيح البخاري هو: الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسننه وأيامه.[٦]
- سبب تأليفه: يرجع السبب في تأليف الإمام البخاري لصحيحه إلى حادثةٍ وقعت معه، إذ كان جالساً ذات مرةٍ في مجلس شيخه إسحاق بن راهويه، فقال لتلامذته يحثّهم على جمع أحاديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فوقع ذلك الكلام في نفس الإمام البخاريّ، فأخذ يجمع الحديث، كما أنّه رأى رؤيةً في منامه فُسّرت بأنّه يدفع الكذب عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إذ كان قد رأى بأنّه يحمل مروحةً ويتبع النبيّ -عليه السلام-.
- مدّة تأليفه: قضى الإمام البخاري اثنتين وعشرين سنةً في تصنيف صحيحه.
- العناية بتأليفه: اعتنى الإمام البخاري أشدّ عنايةٍ في تأليف صحيحه، فقد ورد أنّه كان يصلّي ركعتَين ويدعو الله ويستخيره قبل وضع أي حديثٍ، قال -رحمه الله-: (ما وَضعتُ في كتابي الصَّحيح حديثاً إلَّا اغتَسلتُ قبلَ ذلك وصلَّيتُ ركعتين).[٦]
مواضيع أخرى:
كم عدد أحاديث مسند أحمد بن حنبل؟
المراجع
- ↑ د. راغب السرجاني (2006/5/1)، "الإمام البخاري"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021.
- ↑ القسطلاني، كتاب شرح القسطلاني إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، صفحة 29. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد أبو شهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، صفحة 251-253. بتصرّف.
- ↑ المناوي، اليواقيت والدرر شرح شرح نخبة الفكر، صفحة 375. بتصرّف.
- ↑ أكجكال عالي وأبو الحسن هشام المحجوبي وأبو مريم عبدالكريم صكاري (25/2/2015)، "التعريف المختصر بصحيح البخاري وصحيح مسلم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن علي بن جميل المطري (25/4/2017)، "نبذة تعريفية مختصرة بكتاب صحيح البخاري"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/9/2021. بتصرّف.