حديث يا غلام إني أعلمك كلمات

نص الحديث

ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ).[١][٢]


شرح الحديث

بيان وشرح الحديث النبوي سابق الذِّكر آتياً:[٢]

  • دلّ الحديث النبوي السابق على أصولٍ في العقيدة والدِّين لا يُمكن الحيد عنها؛ منها: استشعار مراقبة الله في كلّ الأوقات والأحوال، وتوكيل الأمور إليه، وأداء حقوقه كاملةً، وإظهار الفقر والحاجة إليه وحده.
  • يحثّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث السابق على حفظ الله -تعالى-؛ أي اتّباع أوامره وتعاليمه وعدم مخالفتها أو الإتيان بالمعاصي والذنوب، والحرص على تقواه والخشية منه سراً وعلناً، ومن أعظم العبادات التي يجدر بالعبد الحرص عليها الصلاة، ويتضمّن حفظ الله أيضاً حفظ الحواس من السمع والبصر من رؤية أو سماع المحرّمات، وكذلك حفظ كلّ شيءٍ عن المحرّمات والنواهي.
  • بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ مَن حرص على اتّباع أوامر الله وتجنّب الوقوع في المحرّمات والمعاصي فإنّه ينال حفظ الله وعنايته له ولأهله وماله ودِينه ودُنياه وآخرته، فمن الجدير بالذِّكر أنّ حفظ الله لعبده يتفرّع إلى نوعَين؛ الأول: حفظ العبد في دُنياه؛ كحفظه وحفظ ماله وولده وأهله، قال -تعالى-: (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أَمرِ اللَّـهِ)،[٣] أمّا النوع الثاني من حفظ الله لعبده فهو: حفظه في دِينه وإيمانه؛ كحفظه من الوقوع في الشهوات المحرّمة، وأن يتوفّاه على الإيمان، كما أنّ اتّباع أوامر الله يسّهل على العبد أداء مهماته وأموره أينما توجّه.
  • يوجّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عباده إلى عدم طلبٍ شيءٍ ما إلّا من الله -سبحانه-، وكذلك إن أراد الاستعانة بأحدٍ فلا يستعين إلّا به -عزّ وجلّ-.
  • أرشد النبيّ -عليه السلام- المسلمين إلى ضرورة الإيمان بالقضاء والقدر، فلن يقع أي ضرٍّ أو نفعٍ إلّا بإذنه -سبحانه- وإن اجتمع كلّ الناس لتحقيق ذلك الضرّ أو النفع، فإنّ الله -تعالى- قدّ قدّر كلّ شيءٍ للخلائق.


حديث يا غلام سمِّ الله

نص الحديث

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عمر بن أبي سلمة: (كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ).[٤][٥]


شرح الحديث

أرشد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعض الآداب المتعلّقة بالطعام، منها: التسمية بقول: (بسم الله) عند البدء بتناول الطعام، وتناوله باليد اليُمنى كلٌّ من أمامه دون الانتقال إلى الجوانب البعيدة في الإناء الواحد.[٥]


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2516، صحيح.
  2. ^ أ ب "حديث يا غلام إني أعلمك كلمات"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 23/9/2021. بتصرّف.
  3. سورة الرعد، آية:11
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن أبي سلمة، الصفحة أو الرقم:5376، صحيح.
  5. ^ أ ب "حديث يا غلام سمِّ الله"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 23/9/2021. بتصرّف.