الدعوة إلى الله

الدعوة إلى الله -تعالى- من أعظم وأجلّ الواجبات والقُربات التي تحقّق للعبد قُربه من الله -عزّ وجلّ-، وينال بسببها الأجور المضاعفة والفضائل العظيمة، وبيّن الله -تعالى- أنّ الدعوة من أفضل الأقوال والأعمال، إذ قال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)،[١] ومن أهمّ الصفات التي يجب على الداعية التحلّي بها: الصبر والتحمّل، فلا بدّ أن يتحلّى بهما؛ لِما يلاقيه في طريق دزته من الأذى سواءً الجسدي أم النفسيّ القوليّ والفعليّ على حدِّ سواءٍ، والأُسوة في ذلك الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- إذ تحمّلوا الكير في سبيل نشر الدعوة وصبروا سنين على دعوة أقوامهم، قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا).[٢][٣]


أحاديث عن فضائل الدعوة إلى الله

بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فضل الدعوة إلى الله في العديد من الأحاديث النبوية التي منها:

  • أخرج البخاري عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-: (قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ، فَقَالَ: أيْنَ عَلِيٌّ؟، فقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَبَصَقَ في عَيْنَيْهِ ودَعَا له، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطَاهُ فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حتَّى يَكونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ).[٤]
  • (مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا).[٥]
  • أخرج الإمام مسلم عن أبي مسعود عقبة بن عمرو: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أُبْدِعَ بي فَاحْمِلْنِي، فَقالَ: ما عِندِي، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَا أَدُلُّهُ علَى مَن يَحْمِلُهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن دَلَّ علَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ).[٦]
  • أخرج الإمام البخاري عن جرير بن عبد الله: (كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فقالَ: أيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الفِتْنَةِ، قُلتُ أنا كما قالَهُ: قالَ: إنَّكَ عليه أوْ عليها لَجَرِيءٌ، قُلتُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ والنَّهْيُ...).[٧]
  • (مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ له مِثْلُ أَجْرِ مَن عَمِلَ بهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عليه مِثْلُ وِزْرِ مَن عَمِلَ بهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِن أَوْزَارِهِمْ شيءٌ).[٨]


المراجع

  1. سورة فصلت، آية:33
  2. سورة الفرقان، آية:31
  3. د. محمود عبدالعزيز يوسف (8/10/2016)، "الدعوة إلى الله من أعظم الواجبات والقربات"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/9/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:3009، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2674، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1893، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:525، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1017، صحيح.