ما هو عضل النساء؟
بيان معنى عضل النساء لغةً وشرعاً آتياً:
- عضل النساء لغةً: هو منع المرأة من الزواج ظلماً وتضييقاً عليها.[١]
- عضل النساء شرعاً: منع المرأة من الزواج من الرجل المناسب الكفء إن رَغِب كلٌّ منهما بالآخر، قال -تعالى-: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).[٢][٣]
حديث عن عضل النساء
نص الحديث
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ عروة بن الزبير سألها عن قول الله -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)،[٤] فأجابته قائلةً: (هي اليَتِيمَةُ تَكُونُ في حَجْرِ ولِيِّهَا تُشَارِكُهُ في مَالِهِ، فيُعْجِبُهُ مَالُهَا وجَمَالُهَا، فيُرِيدُ ولِيُّهَا أنْ يَتَزَوَّجَهَا بغيرِ أنْ يُقْسِطَ في صَدَاقِهَا، فيُعْطِيهَا مِثْلَ ما يُعْطِيهَا غَيْرُهُ، فَنُهُوا أنْ يَنْكِحُوهُنَّ إلَّا أنْ يُقْسِطُوا لهنَّ، ويَبْلُغُوا بهِنَّ أعْلَى سُنَّتِهِنَّ مِنَ الصَّدَاقِ، وأُمِرُوا أنْ يَنْكِحُوا ما طَابَ لهمْ مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهُنَّ. قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ إنَّ النَّاسَ اسْتَفْتَوْا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ هذِه الآيَةِ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء} إلى قَوْلِهِ: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127]، والذي ذَكَرَ اللَّهُ أنَّه يُتْلَى علَيْكُم في الكِتَابِ الآيَةُ الأُولَى الَّتي قالَ فِيهَا: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 3]. قالَتْ عَائِشَةُ: وقَوْلُ اللَّهِ في الآيَةِ الأُخْرَى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} [النساء: 127]، يَعْنِي هي رَغْبَةُ أحَدِكُمْ لِيَتِيمَتِهِ الَّتي تَكُونُ في حَجْرِهِ حِينَ تَكُونُ قَلِيلَةَ المَالِ والجَمَالِ، فَنُهُوا أنْ يَنْكِحُوا ما رَغِبُوا في مَالِهَا وجَمَالِهَا مِن يَتَامَى النِّسَاءِ إلَّا بالقِسْطِ، مِن أجْلِ رَغْبَتِهِمْ عنْهنَّ).[٥][٦][٧]
شرح الحديث
دلّ الحديث النبوي السابق على العديد من العلامات والإشارات بيانها آتياً:[٦]
- التحذير من ظلم اليتامى وهضم حقوقهم، فقد بيّنت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ الآية القرآنية التي سألها عنها الزبير بن العوّام نزلت في البنت اليتيمة التي يرعاها ولّيها بعد موت أبيها ويكون ولّيها ليس من محارمها، أي يحلّ له الزواج منها، فيرغب بالزواج منها طمعاً في مالها وجمالها، ولا يعدل في المهر المقدّم لها كغيرها من الفتيات، ولذلك ورد النهي عن ذلك الزواج إلّا إن عدل الوليّ في المهر وقدّم للبنت أعلى من مهر مثلها أيضاً.
- أخبرت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الحديث السابق أن وليّ اليتيمة قد لا يرغب الزواج بها إن كانت ناقصة الجمال، فيحرّم عليها حينها منعها من الزواج من غيره طمعاً في مالها، إذ كان العادة في الجاهلية منع اليتيمة من الزواج من غير ولّيها ليرث أموالها بعد وفاتها، إلى أن أتى الإسلام وحرّم ذلك الفعل ونهى عنه.
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى عضل المرأة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:232
- ↑ محمد صالح المنجد (6/6/2011)، "متى يكون الولي عاضلا ؟ ويجوز انتقال الولاية لمن بعده من الأولياء"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:3
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2494، صحيح.
- ^ أ ب "حديث عضل النساء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم بن محمد الحقيل (2014/3/11)، "تحريم عضل النساء"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.