حديث عن عدد عظام الإنسان

نص حديث خلق كل إنسان على ستين وثلاثمئة مفصل

ورد في صحيح مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قوله: "إنَّه خُلِقَ كُلُّ إنْسانٍ مِن بَنِي آدَمَ علَى سِتِّينَ وثَلاثِ مِئَةِ مَفْصِلٍ، فمَن كَبَّرَ اللَّهَ، وحَمِدَ اللَّهَ، وهَلَّلَ اللَّهَ، وسَبَّحَ اللَّهَ، واسْتَغْفَرَ اللَّهَ، وعَزَلَ حَجَرًا عن طَرِيقِ النَّاسِ، أوْ شَوْكَةً، أوْ عَظْمًا عن طَرِيقِ النَّاسِ، وأَمَرَ بِمَعروفٍ، أوْ نَهَى عن مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلكَ السِّتِّينَ والثَّلاثِ مِئَةِ السُّلامَى، فإنَّه يَمْشِي يَومَئذٍ وقدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ".^[١]

شرح حديث خلق كل إنسان على ستين وثلاثمئة مفصل

تفضّل الله -سبحانه وتعالى- على الإنسان بأن خلقه في أفضل صورةٍ وحال؛ ومن ذلك قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)،^[٢] وقد ذكر هذا الحديث الشريف أنّ كل بني الإنسان خلق الله تعالى لهم ثلاث مئة وستين مفصلًا؛ والمفصل هو ملتقى كلّ عظمين في جسم الإنسان، وهذه نعمةٌ من جُمل نِعم الله الكثيرة التي تستوجب شكره عليها، وقد أرشد النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين إليها، وذلك بتكبير الله؛ أي تعظيمه أو قول الله أكبر، تهليل الله أي قول لا إله إلا الله، وتسبيح الله أي تنزيهه عن كلّ ما لا يليق به من الصفات أو قول سبحان الله، واستغفر الله، أو بإزاحة الأذى عن طريق الناس من شوكةً أو غيرها من صنوف الأذى، أو أمر الناس بالمعروف ونهاهم عن المنكر، فأي مسلمٍ فعل من أعمال الخير هذه المذكورة في الحديث فإنّه يكون سببًا وطريقًا بإذن الله تعالى لزحزحته وإبعاده عن النار بعدد مفاصل جسمه الثلاث مئةٍ وستّين.^[٣]

أحاديث أخرى ورد فيها ذكر عظام الإنسان

ورد ذكر عظم الإنسان في حديثٍ آخر للنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- من غير ذكر عددها، وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاريّ ومسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: "كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ"،^[٤] والسلامى؛ هي مفاصل عظم الإنسان، ويفيد الحديث إلى أنّ كلّ مفصلٍ من مفاصل في جسم الإنسان عليها صدقةٌ، ووجه الحديث إلى طرقٍ وأشكال للصدقة، هي: العدل في الحكم بين اثنين أو الإصلاح بينهما؛ وذلك في قوله -عليه الصّلاة والسّلام: "يعدل بين الاثنين"، ومساعدة الإنسان لآخر في ركوب دابّته أو الوسيلة التي تنقله أو إعانته في حمل أغراضه عليها صدقةٌ، والكلمة الطيّبة من الصدقات سواء كانت كلمةً في حقّ الله تعالى كالتسبيح والذكر، أو كانت في حقّ الناس كحسن الخلق معهم، وفي خطوات المسلم إلى الصلاة صدقةٌ بعددها، وفي إزالته للأذى الموجود في الطريق صدقةٌ كذلك.^[٥]