حثّ الإسلام على العمل والكسب والاجتهاد والسعي في الحياة، وترك الكسل والخمول وعدم الركون، ورغّب الله -تعالى- بعمارة الأرض وطلب الرزق الحلال فيها، وذلك ما دعت إليه السنن الكونية، إذ جُعل النهار للكسب والعمل، وجُعل الليل للنوم والراحة، قال -تعالى-: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا*وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا)،[١] وقال: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)،[٢] كما أنّ الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- اجتهدوا في العمل والكسب، فموسى -عليه السلام- عَمِل عند شعيب، وعَمِل زكريا -عليه السلام- بالنِجارة، وعَمِل الرسول -عليه الصلاة والسلام- برعي الأغنام والتجارة.[٣]


أحاديث نبوية عن العمل

حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على العمل والجدّ والكسب في العديد من الأحاديث النبوية التي يُذكر منها:

  • (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَسْأَلَ أحَدًا، فيُعْطِيَهُ أوْ يَمْنَعَهُ).[٤]
  • (إنْ كان خرجَ يَسعَى على ولَدِهِ صِغارًا فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على أبويْنِ شيْخيْنِ كبيريْنِ، فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يَسعَى على نفسِهِ يَعِفُّها فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كان خرجَ يسعَى رِياءً ومُفاخَرةً فهوَ في سبيلِ الشيْطانِ).[٥]
  • (إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا).[٦]
  • (إنَّ أطيبَ ما أَكلتُم من كسبِكم وإنَّ أولادَكم من كسبِكم).[٧]
  • (أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا، إنِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51] وقالَ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}[البقرة:172]).[٨]


أحاديث عن عمل الأنبياء والرسل

ثبت في العديد من الأحاديث النبوية أنّ الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- اجتهدوا في العمل، ومن تلك الأحاديث:

  • (ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ).[٩]
  • (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ).[١٠]
  • (كانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا).[١١]
  • (كُنَّا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْنِي الكَبَاثَ، فَقالَ: علَيْكُم بالأسْوَدِ منه فإنَّه أيْطَبُ فَقالَ: أكُنْتَ تَرْعَى الغَنَمَ؟ قالَ: نَعَمْ، وهلْ مِن نَبِيٍّ إلَّا رَعَاهَا).[١٢]


أحاديث عن أهمية العمل المباح

حذّرت الشريعة الإسلامية من الأعمال المحرّمة التي ينال بسببها العبد الكسب المحرّم، وقد ثبت ذلك في عدّة أحاديث نبويةٍ يُذكر منها:

  • (الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ).[١٣]
  • (لا يدخُلُ الجنَّةَ لحمٌ ودمٌ نبَتا على سُحتٍ النَّارُ أَوْلى به).[١٤]
  • (الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ).[١٥]



مواضيع أخرى:

حديث عن الوقت

أحاديث عن العلم


المراجع

  1. سورة النبأ، آية:10-11
  2. سورة الملك، آية:15
  3. السيد مراد سلامة (24/4/2017)، "قيمة العمل والاكتساب في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2074، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:1428، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1424، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1358، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1015، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم:2072، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2262، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2379، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:5453، صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1015، صحيح.
  14. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:5567، صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم:52، صحيح.